د.ناجح إبراهيم يكتب: السنة المشرفة .. التي ظلمناها جميعاً

د.ناجح إبراهيم يكتب: السنة المشرفة .. التي ظلمناها جميعاً د.ناجح إبراهيم يكتب: السنة المشرفة .. التي ظلمناها جميعاً

* عاجل8-12-2018 | 21:37

ينقسم الناس في رؤيتهم للسنة المشرفة إلي أنواع كثيرة منها:- الأول:فريق يريد حذف السنة المشرفة من قاموس الإسلام دون أن يدرى أنه بذلك يحذف الرسول"صلي الله عليه وسلم"ويحتج هؤلاء بأسباب ساذجة يمجها عقل أصغر دارس للإسلام. ولا أدري ماذا يغيظ هؤلاء من سنة النبي وكلها وصايا رائعة عظيمة تنشر الفضيلة والمحبة والإخاء والرحمة ,فما الذي لا يعجبهم في مثل هذه الحكم العظيمة "إن الله جميل يحب الجمال,لا تسبوا الأموات,المتسابان ما قالا,لعن المؤمن كقتله,من حمل علينا السلام فليس منا,الكبر بطر الحق وغمط الناس,لا يخلون أحدكم بامرأة لا تحل له,عذبت امرأة في هرة حبستها,لكل غادر لواء يوم القيامة,إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة,لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا,خير الناس أنفعهم للناس"وهكذا ملايين الأحاديث والوصايا الرائعة التي  تطيب الحياة وتجعلها رائعة فضلاً عن الآخرة. الثاني :قوم أرادوا تطبيق كل الأحاديث كما جاءت دون تدبر أو فهم أو إدراك لعلة الحديث ,وأن النص يدور مع علته وجوداً وعدما,فلا يدركوا أن نهيه"ص"عن حمل المصحف إلي بلاد غير المسلمين كانت علته وقتها إهانتهم للمصحف,واليوم انتفت العلة فانتفي الحكم معه,وكذلك النهي عن دخول المسافر علي زوجته ليلاً لئلا يراها في حالة سيئة "كي تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة" لأن المسافر قديماً كان لا يستطيع التواصل مع أسرته شهوراً ولا يخبرهم بموعد عودته,واليوم انتفت العلة فينتفي الحكم. الثالث:أقوام لا يفرقون بين تصرفات النبي كبشر من سائر البشر له عاداته في الملبس والمأكل والمشرب والنوم والتداوي وطول الشعر ودخول الخلاء وغيرها , وهذه التصرفات حددها الفقهاء من قديم الزمان بوضوح وهي ليست واجبة علي المسلم ولا ملزمة له إلا من فعلها اختياراً من باب الاقتداء والتأسي به فهو يثاب عليه ما لم تحدث فتنة أو فرقة أو نفور منه في المجتمع أو ضرر عليه مثل أن يكتحل شاب في الصعيد مع إطالته لشعره,فإن خاض فيه الناس وانصرافوا عن دعوته فلا يلوم السنة بل يلوم نفسه,ولا ينبغي لأحد أن يلزم الآخرين بمثل هذه التصرفات . رابعاً :لا يفرق البعض بين تصرفات النبي كرسول يوحي إليه ويجب علي كل مسلم الالتزام بأمره والانتهاء عن نهيه وبين تصرفاته كرئيس للدولة في مراسلاته مع الملوك والرؤساء أو استقبالاته ومحادثاته مع زعماء القبائل"وهم أشبه بالدول الآن"وحربه وصلحه,فقد تصالح الرسول"ص"مع قريش لمدة عشر سنوات فظن البعض أنه أمر توقيفي ملزم,أما الذين يفهمون عن سنته بحق يدركون أنه فعله باعتباره رئيساً للدولة ولذلك يجوز الصلح المؤبد مع كل أحد,والضابط الوحيد في هذه الأمور هي مصلحة الأمة. ولذلك أخطأ الخومينى وكذلك الدواعش حينما يصرون علي تكرار رسالة الرسول إلي هرقل"أسلم , تسلم .. الخ ، مع رؤساء أمريكا وروسيا وغيرهما. ضابط الأمور السياسية  في السنة هو مصلحة الأمة والانضباط يقيم الإسلام وقواعده الكلية مثل العدل السياسي والاجتماعي والشورى وعدم الاستبداد ورفض الدولة الدينية التي تحكم باسم الله,وللحديث بقية إن شاء الله.
أضف تعليق

إعلان آراك 2