لا تخلو حياة أحد من الهموم والمشاكل، لأن الدنيا دار ابتلاء، لاختبار إيمان الناس، والهموم متعددة ومتنوعة فهناك ضيق الحال، وآخر عصيان ابن، وثالث مهموم بالديون وغير ذلك، فعلى من يشعر بهذا اللجوء إلى الله بالدعاء والتضرع، فلا يوجد ضيق ولا حزن أكثر من الذي شعر به سيدنا يونس وهو فى ظلمة بطن الحوت وكان لا يتوقع انه سيخرج منه حي إلا عندما ردد “لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين”، فنجاه الله فالدعاء هو سلاح المؤمن القوي وهو أصل ومخ العبادة.
كما قدم الشيخ محمد متولي الشعراوي -رحمه الله- في فيديو مسجل له خلال أحد دروسه عبر يوتيوب، روشتة لعلاج مشاكل الحياة، و مشاكل الحياة هى الهم والغم وقلة الرزق والمرض، فتفسد على الإنسان حياته وتكدر عليه صفاءها.
وقال الشعراوي، رحمة الله عليه، إنه يجب على المسلم حين يقرأ القرآن أن يتصور أنه يسمع الله يتكلم، ويلغى المتكلم الواسطة.
١- وصفه لمن يخاف
وأشار الى أن الإمام جعفر قال: عجبت لمن خاف ولم يفزع إلى قول الله تعالى “حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ” والشاهد فى هذا قوله فيما بعد إن لي سمعت الله عقبها يقول “فانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ”، ولكن انظروا إلى شدة صفاء الإمام جعفر فى استقبال كلام ربه حينما قال" فإني سمعت الله عقبها يقول" كأن الله يتكلم مع أنه كان يسمع من قارئ أو يقرأ هو، وهذا ما ينبغي أن يكون عليه المؤمن.
٢- وصفة لمن مكر به
وعجبت لمن مكر به، والإنسان لا يقوى على مواجهة كيد الناس فيفزع إلى رب الناس- ولم يفزع إلى قول الله تعالى “وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ”، فإنى سمعت الله بعقبها يقول “فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا”.
٣- وصفة لمن يريد الدنيا وزينتها
واستطرد الشعراوي كلام الإمام جعفر: وعجبت لمن طلب الدنيا وزينتها كيف لا يفزع إلى قول الله “مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّه”، فإني سمعت الله بعقبها يقول “إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا، فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ”.
٤- وصفه لمن يشعر بالغم
وعجبت لمن اغتم ولم يفزع إلى قول الله سبحانه وتعالى"لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ" فإنى سمعت الله بعقبها يقول “فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ” وتلك ليست خصوصية له بل "وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ"، ونوه أن الغم كآبة النفس من أمر قد لا تعرف مصدره فهو عملية معقدة نفسية.