يشهد العالم اليوم تحولات جيوسياسية جذرية، ويتجلى التحدي الأكبر في التهديدات المتزايدة من جانب روسيا وحلفائها، مما يدفع بالدول الغربية إلى البحث عن حلول لتعزيز الدفاع الأوروبي، وفي ظل هذه التطورات، تبرز أهمية الاستثمار الأوروبي في الدفاع، لضمان جاهزية حلف شمال الأطلسي (الناتو) وقدرته على التصدي لأي تهديدات مستقبلية.
ويؤكد بعض القادة الغربيين أن حلف الناتو هو الركيزة الأساسية لضمان الأمن الأوروبي، وأنه لا حاجة إلى إنشاء قوة عسكرية أوروبية مستقلة، حيث يمكن لهذه الخطوة أن تؤدي إلى تعقيدات إدارية قد تعرقل فعالية الناتو في حال اندلاع نزاع.
ومن هذا المنطلق، يدعو خبراء الدفاع إلى زيادة الميزانيات العسكرية داخل الدول الأوروبية ضمن إطار الناتو، وإرسال رسالة واضحة ل موسكو مفادها أن الديمقراطية ستظل مدافعة عن نفسها مهما كلف الأمر.
ويرى البعض أن العلاقات الأوروبية- الأمريكية تلعب دورًا حاسمًا في تقوية الناتو، فمع نتائج الانتخابات الأمريكية الأخيرة، يُتوقع أن تسعى المملكة المتحدة إلى بناء علاقات وثيقة مع الرئيس المنتخب لتعزيز التزام الولايات المتحدة بدعم أوكرانيا في مواجهة روسيا.
وفي سياق التركيز الأمريكي المتوقع على مواجهة الصين، تزداد أهمية تعزيز القدرات الدفاعية الأوروبية ضد التهديدات الروسية، ويعارض بعض المحللين الآراء التي تدعو لمواجهة عدة أعداء في الوقت ذاته، ويرون أن على أوروبا أن تركز على أولوياتها الاستراتيجية، خاصة مع التحديات المتعلقة بميزانيات الدفاع.