إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: اعتذار للإخوان المسلمين!

إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: اعتذار للإخوان المسلمين!إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: اعتذار للإخوان المسلمين!

*سلايد رئيسى15-1-2019 | 16:20

راهنت نفسى مرتين.. كسبت مرة وخسرت مرة!..

المرة التى كسبت فيها كنت فى السيارة أستمع إلى الراديو عندما توقف البرنامج المذاع وانطلق صوت المذيع يقرأ خبر اختيار مصر لتنظيم بطولة كأس الأمم الأفريقية لعام 2019..

أسعدنى الخبر واستعادت ذاكرتى البطولة التى نظمتها مصر فى عام 2006 وفازت بها بصعوبة لكنها فى النهاية حازت اللقب والكأس وغرق الشعب فى أفراحه أسبوعا كاملا!..

لم يكتف المذيع بقراءة خبر فوز مصر ولكنه أجرى اتصالا هاتفيا بأحد المسئولين بوزارة الشباب والرياضة.. وكان موجودًا فى داكار عاصمة السنغال حيث تمت مراسم انتخاب الدولة التى ستستضيف البطولة الأفريقية..

التنافس كان بين مصر وجنوب أفريقيا وكانت المفاجأة التى نقلها مسئول الشباب والرياضة للمستمعين أن 16 دولة صوتت لصالح مصر بينما لم تصوت لجنوب أفريقيا إلا دولة واحدة..

16 صوتًا مقابل صوت واحد.. هذا هو الفوز العظيم الذى لم يكن على الخاطر وعلى البال.. ساعتها قلت لنفسى ستكون ليلة سوداء على جماعة الإخوان وقنوات الإخوان الفضائية..

كان السؤال الذى دار بخاطرى وأضفى على نفسى السرور هو: كيف ستتعامل قنوات الإخوان مع هذا الفوز العظيم.. هل ستعترف به أم ستتجاهله أم سنرى القطط الفطساء؟!

راهنت نفسى أن قنوات الإخوان ستختار القطط.. ولم يخب ظنى!

حرصت على متابعة قنوات الإخوان فى نفس الليلة فسمعت العجب!

سمعت واحدًا من هؤلاء المذيعين يقول: ليست هى المرة الأولى التى تفوز فيها مصر بتنظيم بطولة كأس الأمم الأفريقية.. حدث ذلك من قبل أربع مرات.. فلماذا هذه المبالغة فى الفرح؟

وسمعت آخر يقول: الجماهير ستحضر مباريات البطولة رغم أنف النظام.. والخوف كل الخوف أن تنجح التنظيمات المسلحة فى إفساد البطولة..

قالها وكأنه يتمنى أن يحدث ذلك ثم أنه لم يجرؤ أن يقول عن الذين يرتكبون مثل هذه الأفعال الخسيسة إرهابية وإنما اسمهم فى قاموس الإخوان.. جماعة مسلحة!

ويلبس مذيع آخر ثوب الحكمة والعقل ويقول: أنا كمصرى فرحان لأن مصر فازت بتنظيم البطولة.. لكننى كوطنى أشعر بالحزن لأننى أعرف أن الجماهير ستنشغل بالبطولة وحضور المباريات وتنشغل عن قضية الكفاح والثورة (!!!)

وكأنه أراد أن يظل مرتديا لثوب الحكمة والعقل لأطول فترة ممكنة فقال: ليس الدين وحده أفيون الشعوب، الرياضة أيضا أفيون الشعوب!..

أما الذى قاله مذيع قناة "وطن" والذى يستحق عن جدارة لقب المعتوه فقال الذى لم يقله أحد من قبله ومن بعده!..

وبالمناسبة لست من هواة استخدام ألفاظ وكلمات السباب لكن الحقيقة أن وصف هذا المذيع بأنه معتوه هو وصف دقيق مُحكم..

أولا الكلمة ليست من الكلمات العامية ولكنها تنتمى للغة العربية الفصحى.. وإذا بحثت عن معناها فى معاجم اللغة فستجد أن كلمة معتوه معناها ناقص العقل من غير جنون وليس فى وضع عقلى سليم وغير مؤهل عقليا.. وهذه الأوصاف تنطبق بالضبط على مذيعنا البطل!

المهم أن هذا المذيع المعتوه قال: إن هناك معلومات وصلته تؤكد أن تعليمات الكاف للدول الأفريقية هى اختيار مصر وليس جنوب أفريقيا.. على الرغم من أن جنوب أفريقيا أفضل وأكثر جاهزية لتنظيم البطولة..

صديقنا المعتوه يريد أن يقول إن اختيار مصر جاء لأسباب سياسية..

يا سلام (!!!)

الكاف أيها المذيع المعتوه هو الاتحاد الأفريقى لكرة القدم وهو ليس منظمة سياسية.. فلا هو منظمة الوحدة الأفريقية ولا هو منظمة الأمم المتحدة.. وإنما هو مجرد اتحاد رياضى.. فهل يستطيع اتحاد رياضى أن يفرض إرادته على 16 دولة أفريقية؟!..

مصر يا أستاذ  فازت بتنظيم البطولة الأفريقية لأنها الأفضل ولأن الدول الأفريقية تثق فيها.. ولأنها نجحت فى استعادة دورها الأفريقى بامتياز.. والأهم من ذلك كله لأنها مصر العظيمة!..

هذا هو الرهان الذى كسبته أما الرهان الذى خسرته فكان يوم افتتاح مسجد الفتاح العليم وكنيسة ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة..

بكل المقاييس وبدون أى خوف من مبالغة تمثل المناسبة نقطة مضيئة فى تاريخ مصر الحديث وتعبيرًا عظيمًا ورائعًا عن الوحدة الوطنية.. ولو كنا فى زمن رامى وأم كلثوم والسنباطى لسمعنا ما يطربنا ويشجينا عن هذا الحدث.

على أية حال أصحاب الشأن والضيوف الكبار قالوا ما يطرب أسماعنا..

الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر قال إن هذا الحدث يعد حدثا استثنائيا لم يحدث من قبل على مدى تاريخ المسيحية والإسلام..

وقال البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية إن حديث البابا فى المسجد والشيخ فى الكنيسة صورة جميلة وواجبنا أن نحفظ هذه الروح ونعيشها ونصونها ونقدمها لكل البشر.

وبعث البابا فرانسيس بابا الفاتيكان رسالة تهنئة بالحدث وشكر للرئيس السيسى والحكومة المصرية على إنجاز العمل التاريخى.

ووصف جو روزنبرج مستشار الرئيس الأمريكى ترامب الحدث حدث تاريخى لم نعتده فى الشرق الأوسط.

وقال بومبيو وزير الخارجية الأمريكى الذى زار المسجد والكنيسة بالعاصمة الإدارية إن المسجد والكنيسة منارات للتسامح والتعايش.

المهم كما ذكرت أن الحدث يمثل نقطة مضيئة فى تاريخ مصر الحديث.. ولهذا السبب قلت لنفسى إن جماعة الإخوان وقنوات الإخوان لن يجرؤ أحد منهم على مهاجمة هذا الحدث لما له من بُعد دينى.. والدين فى مصر سواء للمسلمين أو المسيحيين له اعتبار كبير وعظيم..

ثم ما الذى يمكن أن يقوله الإخوان عن مشروع يجسد الوحدة الوطنية فى الوقت الذى يحاولون فيه إثبات أنهم من أشد مؤيدى الوحدة الوطنية.

لن يهاجم الإخوان الحدث.. على أكثر تقدير سيتجاهلونه..

كان ذلك هو الرهان الذى راهنت به نفسى.. لكننى فوجئت بأننى خسرت الرهان!

شنت قنوات الإخوان وضيوفها من الإخوان أيضا حملة هجوم واسعة ضد المشروع.. ضد المسجد والكنيسة.. استخدموا فيها كل مدافعهم وأسلحتهم الثقيلة.

وسمعت من يقول إن مصر بها كنائس ومساجد أكثر من اللازم ولم يكن هناك داع لبناء كنيسة جديدة ومسجد جديد.. حتى لو كان بناؤهما معا تعبيرًا يجسد الوحدة الوطنية..

وسمعت من يقول النظام يخدع المصريين فكل أنوار المسجد والكنيسة من مصدر مؤقت للكهرباء وليس مصدرًا دائمًا!

غير أن أعجب ما سمعت جاء على لسان مذيع قناة مكملين الذى لم أر له مثيلا فى الحقد على مصر والمصريين..

فى البداية زعم أن شيخ الأزهر لم يحضر المناسبة لخلافه مع الرئيس السيسى.. ولا أعرف من أين جاء بهذه المعلومة.. المهم أن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ألقى كلمة فى افتتاح المسجد وألقى كلمة فى افتتاح الكنيسة.

ثم راح يتساءل بخبث مصطنع.. لماذا تم افتتاح المسجد والكنيسة فى أعياد المسيحيين ولم يتم الافتتاح فى مناسبة دينية إسلامية.

وكأنه أقسم قبل ظهوره على الهواء ألا يضع حدودًا لسفالته فراح يصف المسجد بالكومبارس الصامت فى مسرحية تلعب بطولتها الكنيسة!..

هكذا راهنت نفسى وهكذا خسرت الرهان!

أيها الإخوان لا نملك إلا أن نقدم لكم الاعتذار.. فنحن نعلم أن فوزنا بتنظيم بطولة أفريقيا يعنى تقدير لمصر ونظام مصر.. وليس هناك ما هو أبشع بالنسبة لكم من تقدير أفريقيا لمصر ولدور مصر!..

أما بالنسبة لحدث افتتاح المسجد والكنيسة فنحن نعلم أن مثل هذا الحدث يتنافى تماما مع مبادئكم وأفكاركم.. أنتم تفجرون الكنائس والمساجد.. أنتم يمكن أن تكونوا مؤمنين بالغول والعنقاء والخل الوفى.. لكنكم لا يمكن أن تؤمنوا بالوحدة الوطنية.. فمعذرة(!!!)

    أضف تعليق