«البحراوى»:العزيمة والروح المعنوية العالية هى أهم ما يملكه الشعب الفلسطينى الصامد على أرضه فى مواجهة المخطط اليمينى الشرس الراهن

«البحراوى»:العزيمة والروح المعنوية العالية هى أهم ما يملكه الشعب الفلسطينى الصامد على أرضه فى مواجهة المخطط اليمينى الشرس الراهن«البحراوى»:العزيمة والروح المعنوية العالية هى أهم ما يملكه الشعب الفلسطينى الصامد على أرضه فى مواجهة المخطط اليمينى الشرس الراهن

أحوال الناس5-7-2019 | 18:21

كتب: فتحى السايح

قال الدكتور إبراهيم البحراوى أستاذ الأدب العبرى رءيس المنتدى المصرى للدراسات الإسرائيلية أن موضوع الاستشارة هو أنه تلقي دعوة لزيارة الضفة الغربية المحتلة وشعبها الأسير ومسجدها الأقصى، من شخصية فلسطينية كبيرة، بصفته أستاذًا متخصصًا فى قضايا الصراع والسلام، وبصفته رئيسًا للمنتدى المصرى للدراسات الإسرائيلية ومواطنًا مصريًّا عربيًّا أحتضن القضية الفلسطينية ويسعى بقلمه وبمنهج العمل السلمى إلى إيصالها إلى برّ الأمان بإقامة الدولة الفلسطينية فى حدود الرابع من يونيو وعاصمتها القدس الشريف.

وأضاف البحراوى أن صاحب الدعوة قال له إن القضية تمر اليوم بمرحلة حرجة تشبه مرحلة وعد بلفور عام ١٩١٧، عندما كانت قوات الاحتلال البريطانية منذ قرن من الزمن تسيطر على فلسطين بالسلاح، وتعمل على تمكين الحركة الصهيونية من استجلاب المهاجرين اليهود من أوروبا للزحف على الأرض وبناء المستعمرات تمهيدا للحظة الاستيلاء على البلاد وطرد شعبها العربى بقوة الإرهاب والسلاح، وهو ما حدث بعد ثلاثين عاما فى سنة ١٩٤٨، وأضاف الداعى وهو يخاطب الدكتور البحراوى قائلا" إن العزيمة والروح المعنوية العالية هى أهم ما يملكه الشعب الفلسطينى الصامد على أرضه فى مواجهة المخطط اليمينى الشرس الراهن، الذى يحاول استكمال مهمة وعد بلفور بضم كل الضفة الغربية أو معظم أجزائها فى غور الأردن ومناطق الاستيطان إلى إسرائيل، تحضيرًا لمخطط الترانسفير أو الطرد.

وأضاف الدكتور البحراوى أن الداعى الفلسطينى استطرد قائلا لى: إنكم فى مصر تعلمون كل شىء عن مخططاتهم لتهويد الضفة، وعزل المناطق السكنية الفلسطينية بعضها عن بعض، وممارسة الضغوط الأمنية والاقتصادية على الشعب العربى فى جميع مناطق الضفة المأهولة، وخاصة القدس، لدفعه للرحيل.

وأشار الدكتور البحراوى أنه أجاب الداعى الفلسطينى قائلا: " أخى إن دعوتك لا تُرد من حيث المبدأ، فهى دعوة غالية من أشقاء نُكِن لهم كل الإعزاز، ولكن امنحنى بعض الوقت لأرى ما الذى يمكن أن تنفعكم به زيارتنا إلى بلدكم الخاضع للاحتلال البغيض، وما الذى يمكن أن تضيفه هذه الزيارة إلى جهودنا السياسية والمعنوية التى نبذلها لدعمكم ونحن على أرض مصر.

واوضح البحراوى هنا بالتحديد يقع مكمن الاستشارة، فنحن فى حاجة إلى دراسة الدعوة من كل الجوانب، ليكون أمام عيوننا كشفٌ بحساب الربح والخسارة من هذه الزيارة.

وقال الدكتور البحراوى لصاحب دعوة الزيارة الفلسطينى الكبير، أنه يريد أن يتبين ما الذى يمكن أن يضيفه للقضية الفلسطينية بالزيارة.. فنحن فى مصر وبدون الذهاب للضفة الغربية أو إلى غزة لا ندخر وسعًا لتقديم كل الدعم السياسى والمعنوى والدولى لشعبنا العربى الأسير فى الضفة والمحاصر فى غزة، سواء على مستوى القيادة السياسية أو على مستوى قيادة تخصص الدراسات الإسرائيلية ودراسات الصراع والسلام، أو على مستوى جموع المثقفين والجماهير.

وأضاف الدكتور البحراوى: قائلا: على سبيل المثال، لو طالعت سيدى تقرير صحيفة «هاآرتس» عن ورشة البحرين، المنشور يوم الأحد الماضى، ستجد إشارة واضحة إلى الموقف الرسمى المصرى محملة بمشاعر الضيق الإسرائيلية، حيث تقول «هاآرتس» إن مصر تعمدت رغم وجود معاهدة سلام مع إسرائيل أن ترسل رسالتين: الأولى تمثلت فى تخفيض التمثيل المصرى بالورشة، وذلك بالاكتفاء بإرسال نائب وزير المالية، والرسالة الثانية قيام مصر بإصدار بيان رسمى يؤكد أنها متمسكة بالمبادرة العربية وإقامة الدولة الفلسطينية فى حدود الرابع من يونيو وعاصمتها القدس.

وقال البحراوى أنه استطرد محدثًا الداعى الفلسطينى قائلا: أما على مستوى المختصين، فلا شك تلاحظ سيدى على سبيل المثال مدى التزامى - وأنه واحد من عشرات الكُتاب المصريين - بنصرة الشعب الفلسطينى فى كل ما يكتبه، ويكفى أنك تراجع بـ«المصرى اليوم» مقالاتى الأخيرة، ومنها مقال بعنوان (لا تطبيع شعبيًّا مع إسرائيل بدون دولة فلسطينية)، ومقال آخر بعنوان (سيادة الرئيس ترامب.. صفقة بدون دولة فلسطينية صفقة بدون سلام ). وأردف الدكتور البحراوى قائلا: . أننى سارعت إلى إصدار بيان أعلنت فيه استنكارى لتصريح كوشنر عندما أعلن فى قناة «الجزيرة» أن مشروع السلام الأمريكى لن يأتى مطابقا لمبادرة السلام العربية، بل سيكون فى نقطة وسط بينها وبين المطالب الإسرائيلية. لقد نشرت «المصرى اليوم» البيان يوم الخميس ٢٧ يونيو تحت عنوان (البحراوى: تصريحات كوشنر تعنى موافقته على الأطماع التوسعية الإسرائيلية فى الضفة). فى ذلك البيان أوضحت لكوشنر أنه فهم خطأً حرص العرب على تنسيق المواقف مع واشنطن وإسرائيل ضد الأطماع الإيرانية، وأن الحقوق السياسية للفلسطينيين لن تكون ثمنًا ندفعه مقابل هذا التنسيق، وأننا كعرب سنقف ضد الأطماع الإسرائيلية والإيرانية على حد سواء، بدليل البيانين السعودى والإماراتى اللذين صدرا فور تصريحاته ليؤكدا تمسكنا بالمبادرة العربية كأساس للسلام.

وقال البحراوى صاحب دعوة الزيارة الفلسطينى اجاب قائلًا: أخى أعلم كل هذا ولهذا أوجه الدعوة لك ولمن تحب أن يأتى معك لزيارة الشعب الأسير، فهو معزول عن العالم والمحتل ينفرد به وينكّل به بعيدا عن الأعين، وهو فى حاجة إلى من يشد أزره ويرفع معنوياته ويتواجد معه على الأرض، وليس فقط على صفحات الصحف. وأضاف: أريدك أن تأتى ومعك مائتان من المصريين من أصحاب الوعى القومى، لتُشعِروا الأسير أنه ليس بمفرده، وأن له أهلًا يتجشمون المشقة ليزوروه خلف قضبان الأسر ليثبّتوه على الأرض.

واضاف البحراوى قائلًا:" أنا أدرك أهمية رفع المعنويات فى مواجهة الحرب القمعية والحرب النفسية، ولكنى لا أقبل الحصول على تأشيرة إسرائيلية، فقاطعنى صاحب الدعوة الفلسطينى قائلًا: ليس فى الأمر أى شبهة للتطبيع، فستدخل إلى الضفة عن طريق الأردن بتأشيرة ترتبها السلطة الفلسطينية، ولن يكون لكم علاقة بالسجان إلا عند المرور من البوابة. وأضاف: أرجوك أن تدقق لترى أن زيارة الأسير لا يمكن أن تكون زيارة للسجان.

بعد أن دققت اقتربت شخصيًّا من الاقتناع، ولكن لأن هذه ليست مسألة شخصية بل مسألة وطنية مصرية قررت أن ألجأ للتشاور معكم، فأنا أحتاج رأيكم سيداتى وسادتى القراء.

أضف تعليق

إعلان آراك 2