بعد أن استغلهم أردوغان سياسيا.. اللاجئون السوريون فى سجن كبير اسمه تركيا

بعد أن استغلهم أردوغان سياسيا.. اللاجئون السوريون فى سجن كبير اسمه تركيابعد أن استغلهم أردوغان سياسيا.. اللاجئون السوريون فى سجن كبير اسمه تركيا 

*سلايد رئيسى24-7-2019 | 15:55

كتب: جمال رائف
" أولئك الذين لا يقاتلون من أجل أوطانهم لا يمكنهم الدخول.".. هذا ما كتبه سكان أحدي المدن الساحلية في تركيا علي أسوار مدينتهم الشائكة، معلنين عن رفضهم تواجد اللاجئين السوريين الذين يعانون خلال الفترة الراهنة من ضغوط كبيرة من قبل السلطات التركية من أجل العودة تجاه سوريا، او الذهاب غربا نحو الأتحاد الأوروبي ، حيث بات شبح الترحيل يطارد السوريين في إسطنبول علي وجه الخصوص بعد ان أعلن سكان المدينة عن غضبهم من مزاحمة السوريين لهم في أرزاقهم، وأيضا استياءهم من انتشار ظاهرة التسول التي باتت تشوه المدينة.
موعد نهائي
ما سبق دفع بلدية إسطنبول إلى تحديد يوم 20 أغسطس موعدا نهائيا لرحيل اللاجئين السورين غير المسجلين في البلدية، والبديل هو الترحيل القسري، حيث تقوم السلطات التركية بإجبار أعداد من السوريين تحت تهديدات أمنية بالتوقيع علي استمارات تتعلق بطلب العودة الطوعية إلي سوريا.
 ورصدت وسائل إعلام تركية معارضة للنظام الحاكم ومنظمات تركية معنية بحقوق اللاجئين خلال الأسبوع الماضي ما يصل إلي ألف حالة لسوريين تم ترحيلهم إلي أدلب السورية بعد إجبارهم علي التوقيع علي استمارات العودة الطوعية، وبين نيران النظام والشارع التركي يٌعذب السوريين.
ثاني أهم مشكلة
 ووفقا لاستطلاع حديث أجرته جامعة "قادر هاس" في إسطنبول فأن 68% من الأتراك غير راضين عن وجود اللاجئين السوريين في بلادهم خاصة بعد الانكماش الاقتصادي وارتفاع نسبة البطالة إلي 13% بعد أن استحوذ السوريون علي فرص العمل المتاحة للشباب التركي.
ووفق الدراسة سابقة الذكر، يعتبر الأتراك اللاجئين السوريين ثاني أهم مشكلة تواجه بلادهم بعد الأزمه الاقتصادية الراهنة، ويرجع الأتراك هذه الأسباب لسياسات أردوغان التي ورطت تركيا في العديد من المشاكل السياسية والاقتصادية.
مقياضة سياسية
وتشير الأرقام الحكومية إلى أن تركيا أنفقت أكثر من 37 مليار دولار على اللاجئين السوريين، وعلى الرغم من أن جزء كبير من هذه المبالغ هي منح ومساعدات من الاتحاد الأوروبي الذي وقّع مع نظام أردوغان اتفاقا بهذا الشأن في مقياضة سياسية كانت فيها أموال أوروبا مقابل حجز ومنع اللاجئين من المرور، إلي دول الاتحاد الاوروبي، إلا أن العديد من الأتراك قالوا في الدراسة إن السوريين تسببوا في خفض معدلات الأجور وازدياد إيجارات الوحدات السكنية والتجارية، في حين أنهم لا يدفعون أي ضرائب.
فى إسطنبول
ويقدر عدد السوريين في تركيا بحوالي  3.6 مليون سوري مسجلين بشكل رسمي، لكن بعض التقديرات تشير إلى أن العدد الإجمالي للسوريين بمن فيهم غير المسجلين يزيد على 4.6 مليون، منهم حوالي 550،000 مسجلين في إسطنبول.
  فيما صرح عمدة المدينة الجديد أكرم إمام أغلو أن العدد الحقيقي يصل إلى مليون سوري يعيشون في إسطنبول التي تحولت هي ومدن تركية أخري، إلي سجن كبير للاجئين فى الآونة الأخيرة، بعد أن أصبح السوريون يخشون التواجد في الشوارع، والأماكن العامة، خشية الترحيل.
خائفون
 وذكرت صحيفة " إيفرينسل " التركية المعارضة أن العديد من السوريين في إسطنبول يقيمون في منازلهم خوفًا من الترحيل.
 وفِي تحقيق ميداني أجرته الصحيفة فى حي "إسنيورت " في إسطنبول، والذي يضم  عددا كبيرا من السكان السوريين، رصدت الصحيفة أن شوارع الحي أصبحت أقل ازدحامًا من المعتاد بعد أن قرر السوريون التزام منازلهم خشية الترحيل.
 واستطلع التحقيقي الصحفي آراء عدد من السوريين الذين عبروا عن خوفهم من النزول إلي الشوارع، فيما قال آخرون إن أردوغان قد تخلي عنهم بعد أن استغلهم سياسيا، ولم يعد يهتم أي من المسؤلين الأتراك بوضع اللاجئين السوريين، الذين باتت أوضاعهم في خطر ومطاردين طوال الوقت من الشرطة التركية.
تهدئة الشارع التركي
وأردوغان يتخلي الآن عن اللاجئين السوريين في محاولة لإرضاء وتهدئة الشارع التركي بعد أن استغلهم كأوراق ضغط ساوم بها الاتحاد الأوروبي، وحصد مليارات الدولارات مقابل حجزهم في مخيمات أشبه بالسجون، كما استغلهم في الحملات الانتخابية سواء الرئاسية أو البلدية، وأيضا في عملية تعديل الدستور.
وتشير الأرقام الى أن نظام أردوغان قد منح الجنسية التركية لمئات الآلاف من السوريين قبل الانتخابات الرئاسية الأخيرة، مما ساهم في فوز أردوغان، وكان الأخير - أيضا - سببا في زيادة أعدد السوريين الذين فروا إلي الأراضي التركية بعد أن قامت القوات التركية باحتلال مدينة عفرين السورية، وتفريغها من سكانها الأصليين وقام بإبادة جماعية للأكراد الذين يسكنون المدينة.
 والآن يحاول أردوغان تبديل ديمغرافية عفرين وأدلب من خلال توطين سوريين من غير الأكراد في هذه المناطق.
فصل عنصري
وأردوغان بأفعاله وسياساته علي وشك إشعال شرارة ثورة غضب سورية داخل تركيا خاصة وأنه يصم أذانه عن مطالب اللاجئين التي باتت ملحة خاصة مع تردي أوضاعهم المعيشية داخل المخيمات، وخارجها ليصل الوضع إلى ماهو أقرب لنظام الفصل العنصري الذى يمارسه الآن الأتراك ضد السوريين، وهو ما يمهد لزيادة الاحتقان الداخلي، ويمهد فى أى لحظة إلى الانفجار والدخول فى اشتباكات بين المواطنين الأتراك والسوريين الذين ٌيمارس عليهم سياسيات تتجه نحو الفصل العنصري.
 
أضف تعليق

إعلان آراك 2