أمل إبراهيم تكتب: الحياة الشخصية خط أحمر على مواقع التواصل

أمل إبراهيم تكتب: الحياة الشخصية خط أحمر على مواقع التواصلأمل إبراهيم تكتب: الحياة الشخصية خط أحمر على مواقع التواصل

الرأى2-10-2019 | 20:03

تشتعل مواقع التواصل منذ الأمس بالتعليق والكتابة والمشاركة فى هاشتاج اسمه.. أبو تورتة، ويتناول الجميع القصة وكأنها نوع من الفكاهة تستدعى السخرية ونشر الكوميكس وكأن الأمر بسيط برغم انها قضية فى منتهى الخطورة وجريمة لا تغتفر وهى تناول القضايا الشخصية والأمور الخاصة وتداولها بين الناس دون أى احترام للخصوصية والتشهير بأصحاب القصة.. هل تتخيل أن الفتاة التى قامت بالتشهير حاليا تخشى من رد الفعل أو الأنتقام منها؟

الأنتقام شهوة تفسد حياة الناس فلو صحت القصة كما تم نشرها فقد حدثت بدافع الأنتقام وعمل الهاشتاج والتشهير أيضا تم بنفس الدافع ولكن من المستفيد وراء تلك الزوابع التى تنتشر والفضائح التى تلوكها الاقلام وتضيف إليها قليل من البهارات وهل يعقل أن تقوم مواقع الأخبار بنشر القصة وما شابهها على صفحاتها وما يتضمن ذلك من رسائل خاصة وصور بين الشاب والفتاة والأسماء الحقيقة.. ده خوف من مقاضاة أو ملاحقة قانونية ؟

أن مواقع التواصل يشار إليها حاليا كواحد من أسباب الطلاق وفساد البيوت وتدهور العلاقات.. والسبب هو أن البعض ينقل كل ما يحدث من مشاكل شخصية على هيئة بوستات للاستشارة ويتم الأخذ والرد عليها والحقيقة أن هذا الأمر ينتشر خاصة فى مجموعات النساء واغلب التعليقات التى تكتب غالبا تؤدى إلى الطلاق وتنصح به علنا وكأن خراب البيوت وتشريد الأطفال أمر هين ويقع اللوم هنا على من ينقل المشكلة للعامة، وأخذ رأى المارة لمجرد انهم قرأوا البوست، وغالبا هناك جزء ناقص وحق غائب فى رواية أى مشكلة ونقلها بموضوعية، بعض الزوجات يقمن بعمل سكرين شوت للرسائل الخاصة على هاتف زوجها وتقوم بنشرها وتتساءل يا بنات وجدت هذه الرسالة على هاتف زوجى.. ماذا أفعل؟

وأخرى تحكى أنها خرجت مع خطيبها ودفعت حساب التاكسى هل تستمر معه؟ أو خطيبى جاء لزيارتنا ولم يأت بهدية معه.. وأصحاب القصة هنا التى تقول انها رفضت أن تشاهد أمه فستان خطوبتها..

كلها قصص مجتزئة وماخوذة من سياق طويل يصعب الحكم عليها من خلال موقف صغير أو معرفة تامة للطرفين ولكن الأغلبية تعشق الثرثرة ويقوم بتقديم النصائح التى تؤدى كتابتها غالبا للانفصال.. أو التشهير

أغلب من يقوم بنشر الامور الشخصية والقصص الخاصة على مواقع التواصل يكون الغرض هو الأنتقام وإيجاد مبرر له من خلال تعليقات الآخرين ولكن جرائم كثيرة تتم وتفسد حياة البعض بسبب تلك التصرفات..

احترام الخصوصية أهم مبدأ فى نجاح أى علاقة حتى لو فشلت أو انتهت.. كنا دائما نقول عبارة "مفيش نصيب" منعا للخوض فى سيرة الآخرين وحتى يكمل كل طرف حياته دون تشويش أو تشويه ولكن ما نراه حاليا خارج العرف والتقاليد والآداب.. ويحتاج إلى وقفة ودق جرس الأنذار.

    أضف تعليق

    خلخلة الشعوب و تفكيك الدول

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    إعلان آراك 2