كتبت _ أمل إبراهيم
تتوالى الصور والأخبار والأرقام المفزعة لأكبر كارثة بيئية يشهدها العالم هذه الأيام فى استراليا ، مشاهد مرعبة و مؤثرة لنفوق مئات الملايين من الحيوانات حرقا بالنيران أو اختناقا بسبب الدخان، أو جوعا بعد أن أتت ألسنة اللهب على مصادر الغذاء.
أكثر من مليار حيوان من الثدييات والطيور والزواحف فقدوا فى الشهور الأربعة الأخيرة ومنذ اشتعال النيران وتهدد الحرائق الطويلة الأمد أيضًا بانقراض الحيوانات الخاصة بأستراليا.
تكافح فرق الإغاثة في استراليا منذ سبتمبر الماضي للسيطرة على حرائق هائلة أتت على مساحات شاسعة من الأراضي، فيما أعلنت السلطات أكبر تعبئة عسكرية في تاريخ البلاد لمساعدة رجال الإطفاء.
كما طلبت استراليا مساعدة دولية واستجابت الولايات المتحدة وكندا ونيوزيلندا، الذين أرسلوا المئات من رجال الإطفاء لمساعدة الطواقم المحلية، التي يتكون الكثير منهم من متطوعين.
وقد تم إجلاء عشرات آلاف السكان عن المناطق المتضررة.
حيث يشتعل أكثر من 200 حريق في ولايتي نيو ساوث ويلز وفيكتوريا في جنوب شرق أستراليا وتساعد على مزيد من الاشتعال درجات الحرارة المرتفعة والرياح .
ووفقا للحكومة المركزية، فقد لاقى 27 شخصا حتفهم في الوقت الذي التهمت فيه الحرائق المستعرة أكثر من 25.5 مليون فدان من الأراضي حوالى ضعفي مساحة دولة بلجيكا كما تم تدمير أكثر من 1500 منزل بالكامل، وتسببت بأضرار لمئات آخرين.
وتشرد آلاف الأشخاص، بينما اضطر آلاف آخرون للنزوح أكثر من مرة بسبب شدة الحرائق.
حيث دعت السلطات الأسترالية لإجلاء جماعي من جنوب شرقي البلاد المكتظ بالسكان، في الوقت الذي أجج فيه ارتفاع درجات الحرارة حرائق الغابات الهائلة، مما يشكل تهديدا على عدة بلدات وتجمعات سكنية.
وتتفاقم الحرائق بشكل متزايد في استراليا بسبب الجفاف الناجم عن الاحتباس الحراري، كما تتخوف السلطات من تطور ظاهرة السحاب الرعدي التي تتسبب كثيرا في صواعق برقية منخفضة قد تنتج عنها حرائق جديدة.
وأمام هذا الوضع شهدت شوارع سيدني وملبورن وكانبيرا مظاهرات شارك فيها الآلاف للمطالبة بتغيير سياسة مكافحة التغير المناخي، ومنددين بتقاعس الحكومة في هذا الملف بعد أن خففت التزامها باتفاق باريس وإعطاء الأولوية في أستراليا لصناعة الفحم الملوّثة جدا.
