القس بولا فؤاد رياض* يكتب: خميس العهد "الخميس الكبير"  يوم الخميس من أسبوع الآلام

القس بولا فؤاد رياض* يكتب: خميس العهد "الخميس الكبير"  يوم الخميس من أسبوع الآلامالقس بولا فؤاد رياض* يكتب: خميس العهد "الخميس الكبير"  يوم الخميس من أسبوع الآلام

أحوال الناس17-4-2020 | 22:01

يسمى خميس العهد وهو عيد سيدى كبير ، وهو من الأيام الهامة جدا  فى الكنيسة، وأهم أحداث هذا اليوم العظيم ثلاثة أمور: ١ - غسل السيد المسيح لأرجل تلاميذه وتحتفل الكنيسة بهذا الحدث الهام بصلاة اللقان , ثم يغسل رئيس الكهنة أرجل الشعب كمثال مافعله السيد المسيح مع تلاميذه فقد قام السيد المسيح عن العشاء وآئتزر بمنشفة وصب ماءفى مغسل وابتدأ يغسل أرجل تلاميذه ويمسحهمابالمنشفة التى كان مئتزرا بها، وبغسل السيد المسيح أرجل تلاميذه لقنهم ولقننا نحن درسا سيظل إلى الأبد مبكتا لكل محبى الكراسى والرياسة. غسل أرجلهم وقال لهم أتفهمون ماقد صنعت بكم ؟ فإن كنت وأنا السيد والمعلم قد غسلت أرجلكم فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض لأنى أعطيكم مثالا حتى كما صنعت أنا بكم تصنعون أنتم أيضا.  وهكذاوضع السيد المسيح حجر الزاوية لأى بناء روحى،ووضع النقط على الحروف للدخول إلى ملكوت الله. فيا من يطلب الكرامة و حب المديح و السعي للإلوهية على الأرض تعلم مما صنعه السيد المسيح. 2 تأسيس السيد المسيح سر الإفخارستيا : في هذا اليوم العظيم، يوم عهد جديد  فيه تتحقق الوعود. ففيما هو راسم أن يسلم نفسه للموت عن حياة العالم اخذ خبزاً علي يديه الطاهرتين اللتين بلا عيب و لا دنس الطوباويتين المحييتين و نظر إلى فوق نحو السماء و شكر و باركه و قدسه. فأسس السيد المسيح السر العظيم (سر الإفخارستيا = الشكر = التناول) و قال اصنعوا هذا لذكري . و تحتفل الكنيسة به بأن تقيم القداس الإلهي لأول مرة خلال البصخة ( اسبوع الآلام)  و يتناول غالبية الشعب عادة مستعدين لذلك بالتوبة و الإعتراف. 3- اهتمام السيد المسيح بتلاميذه و خطابه الوداعي لهم و صلاته لأجلهم : ( لست اسألك أن تأخذهم من العالم بل أن تحفظهم من الشرير) . مجروح لأجل معاصينا تحتفل الكنيسة اليوم بالجمعة العظيمة (الكبيرة)  ، وهي آخر أيام أسبوع الآلام ( الأسبوع المقدس)   وهي تذكار صلب السيد المسيح فبعد أن خان يهوذا سيده وباعه بثلاثين من الفضة ، وبعد أن رأى أن يسوع قد دين ، وأن رؤساء الكهنة حكموا عليه بالموت . ندم وذهب مسرعاً إليهم قائلاً : "قد أخطأت إذ أسلمت دما برئ " إن الخطية وتدبير الشرور مهما بدا للإنسان أنه للراحة ، فالأحداث تثبت عكس ذلك . فالخطية هي الخطية وهي الشوك الذي يجرح ويدمي فاعلها. الآن يقف يهوذا نادم ومعترف أنه أخطأ في حق البرئ، ولكن للأسف جاء إعترافه متأخراً جداً إذ لم يعرف زمان افتقاده !! ، وها هو يمضي لخنق نفسه !! . إنها نهاية كل خائن ، نهاية كل ظالم ، حقا ويل لمن يخون سيده وويل لمن يسلم حبيبه وويل لمن يملأ الشيطان قلبه ويقود عقله. أوثقو البار ومضوا به إلى بيلاطس البنطي الذي قال لهم أية شكاية تقدمونها عليه؟!  فإبتدأوا يشتكون عليه قائلين اننا وجدنا هذا : 1- يفسد الأمة 2- يمنع أن تعطي الجزية لقيصر 3- قائلاً هو المسيح ملك ..... معادلا نفسه بقيصر دعا بيلاطس يسوع وقال له ( أأنت ملك اليهود؟ ) ، أجابه يسوع : أمن ذاتك تقول هذا أم آخرون قالوا لك عني ؟ (يو حنا 34:18) ، أجابه بيلاطس ألعلي أنا يهودي .. أمتك ورؤساء الكهنة أسلموك إلي .. ماذا فعلت ؟ أجاب يسوع : مملكتي ليست من هذا العالم لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكي لا أسلم إلى اليهود ، ولكن ليست مملكتي من هذا العالم .فقال له بيلاطس وقد ملكته الحيرة والدهشة فأنت إذا ملك ؟!! أجاب يسوع أنت تقول أني ملك لهذا قد ولدت أنا ، ولهذا قد أتيت إلى العالم لأشهد بالحق . كل من هو من الحق يسمع صوتي . قال له بيلاطس : ما هو الحق ولما قال هذا خرج بيلاطس إلى اليهود وقال لهم : إني لست أجد فيه علة واحدة ، ثم قدم يسوع إلى هيرودس فلما رأى هيرودس يسوع فرح جداً لأنه كان يريد من زمان طويل أن يراه لسماعه عنه أشياء كثيرة ، وترجي أن يرى آية تصنع منه وسأله بكلام كثير فلم يجبه بشئ !! ووقف رؤساء الكهنة والكتبة يشتكون عليه بإشتداد ، فإحتقره هيرودس مع عساكره و استهزأ به وألبسه لباس لامعا ثم أرسله مرة آخرى إلى بيلاطس وصار بيلاطس وهيرودس صديقين في ذلك اليوم لأنهم كانا  من قبل في عداوة بينهما . عجبا يا يسوع حتى في الآمك جمعت المتخاصمين وصفيت قلب الاعداء ، حقا فإنك ملك السلام وأينما حللت حل سلامك. يا يسوع حبيبي إنك قد تجرعت كأس الآلام المملؤة مرارة ( فبيلاطس يتوعدك وهيرودس يحتقرك واليهود يطاردونك) وأنت صامت ! فصمتك أبلغ من الكلام ، وصمتك عظة لنا وللآتين بعدنا وهزيمة لأولئك الذين أدانوك بكا كلام الكذب وشهود زور أمطروك، صمت يا يسوع ولم تجب لأنك أردت الصليب خلاصا لنا ، صمت يا يسوع ولم تجيب حتى تقهر الموت بموتك واهبا لنا قوة قيامتك .
أضف تعليق