عاطف عبد الغني يكتب: خيار طنطاوى!

غير مصنف18-1-2021 | 15:02

(1)

 "الخيار" المذكور فى العنوان ليس منسوبًا لطنطا ولكن لرئيس حزب الكرامة الحالى ونائب البرلمان السابق والمترشح الراسب فى انتخابات البرلمان الأخيرة المدعو أحمد طنطاوى، والخيار المقصود ليس بالطبع الثمرة التى نعرفها جميعًا، لكن ما ادعى طنطاوى أنه "خيار الشعب المصرى" وألمح إليه فى حواره الذى أجراه بتاريخ 10 من شهر يناير الحالى مع قناة "بى بى سى" التابعة لهيئة الإذاعة البريطانية فى برنامج "بلا قيود"، والحوار كان عن الانتخابات البرلمانية الأخيرة والتى فشل فيها طنطاوى فى الحصول على ثقة أبناء الدائرة التى ترشح فيها، وبالتالى لم يحصل على المركز الذى يؤهله للوصول والحصول على مقعد فى البرلمان الحالى، وهى النتيجة التى لم يرتضيها، ولجأ للقضاء للطعن عليها، ولا شك فى أن هذا حقه الذى يكفله له الدستور والقانون.. ما المشكلة إذًا؟

(٢)

المشكلة فى ذهن طنطاوى وتماثل تمامًا مشكلة أستاذه وربيبه وقدوته وصديقه حمدين صباحى، وهى الدخول مع الواقع فى خصومة شخصية وليست موضوعية، بمعنى أن فشل صباحى من قبل أو طنطاوى مؤخرًا فى نيل ثقة أغلبية الناخبين فى الاستحقاقات الدستورية سواء الانتخابات الرئاسية فى المرتين اللتين ترشح فيهما الأول للرئاسة، أو الثانى فى انتخابات النواب الأخيرة، ومع اعترافهما بعدم تزوير الانتخابات، فكلاهما لم يقبل بالنتيجة كعنوان للحقيقة، لكنهما بحثا عن شماعة يعلقان عليها فشلهما، شماعة طنطاوى هى أن هناك خطأ (وليس تزويرًا) فى فرز نتائج 221 لجنة فرعية هى لجان بندر كفر الشيخ وقلين، واستند فى ذلك إلى حملته الانتخابية، ومع التسليم بحق طنطاوى الدستورى والقانونى فى اللجوء للقضاء، الذى نثق مثله فى عدالته ونزاهته، ونحن مثله ننتظر كلمة القضاء، لكننى لا أتصور أن طنطاوى سوف يقبل بحكم القضاء إذا جاء على غير هواه وهذه هى الإشكالية، وما أقصده تحديدًا هو موقف طنطاوى من مؤسسات الدولة، وتحوله من موقف معارضة إلى خصومة وثأر، وقد تحول الموقف إلى سلوك بات يهدد مصالح الدولة العليا.

(٣)

طنطاوى فعل مثل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب (مع فارق التشبيه) والأخير عندما خسر الانتخابات الرئاسية رفض أن يقبل بالنتيجة التى أنتجتها آلة الديمقراطية (الانتخابات) وقرر مثل أى بلطجى منفلت أن يلجأ للقوة لينتزع ما ليس بحقه، فدخل فى خصومة مع الدولة إلى أوسع مدى، وصار يمثل خطورة كبيرة على الأمن القومى، وبات يهدد تماسك ووحدة أمريكا الفيدرالية.

(٤)

وطنطاوى أعقل من ترامب، فقط لأنه لا يمتلك السلطة التى امتلكها الأخير، أو الإمكانيات التى يمتلكها الإخوان ووسائل الإعلام المعادية لمصر، والتى يجاريها، وقد انتهزت ادعاءات طنطاوى وشرعت أبواق الدعاية الإخوانية والغربية تلك تنفخ فى الرماد لتشعل النار، وتواصل عملها الآن لتجعل من طنطاوى بطلها القادم.. الإخوان وقنواتهم، وسى إن إن، والجزيرة بدأت قبل شهر فى تنفيذ الخطة، والهدف النهائى ودون مواربة هو الإطاحة بالرئيس السيسي، ودونه خراب مصر، وبمعنى آخر إما استلاب السلطة أو هدم المعبد.  هذا هو خيار أدعياء المعارضة، وليس خيار الشعب المصرى كما ألمح بذلك طنطاوى فى حديثه لـ (بى بى سى) المشار له آنفا.
    أضف تعليق

    حكايات لم تنشر من سيناء (2)

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    تسوق مع جوميا

    الاكثر قراءة

    إعلان آراك 2