عاطف عبد الغني يكتب: نهاية الإخوان.. وصناعة العملاء

غير مصنف26-2-2021 | 22:17

(1)

الحل مصر.. كان على الأشقاء التوانسة أن يدركوا ذلك منذ أسقط المصريون حكم جماعة الإخوان الإرهابية باختيار حر ناتج عن تجربة لم تدم أكثر من فترة صعود الجماعة بعد ٢٥يناير ٢٠١١، واقتحامها للعمل السياسى زاحفة نحو السلطة ثم استيلائها على الحكم بالإرهاب والتخويف، وكان الخيار الذى وضعته الجماعة أمام السلطات "العاقلة" التى تعاملت مع الجماعة وعلى رأسها الجيش هو: إما الحكم أو نشر "الخراب المستعجل" فى ربوع البلاد فاختار العقلاء أن يهادنوا الجماعة إلى حين أكدت الإرادة الشعبية بإجماع زاحف أنها فقدت الإيمان بأدعياء الإيمان ووجب رحيلهم لأنهم لا يصلحون لحكم مصر، وكان ما عرفناه فى نهايات شهر يونيو وبدايات شهر يوليو ٢٠١٣.

(2)

بالنسبة للمصريين لم يستغرق الأمر أكثر من شهور لا تزيد فى مجملها على العامين، أما تونس فقد استمرت تعانى من الجماعة التى أدمجتها فى الحياة السياسية تحت راية حزب النهضة لتستكمل بها تجربة التحول الديمقراطي المزعوم بعد ثورة الياسمين، فصارت الجماعة مثل البؤرة السرطانية التى تنهش فى جسد الدولة التونسية فتنهار مقاومتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتصل إلى الحال التى هى عليه الآن من تداع وانهيار جراء صراع كان لابد أن يصل إلى مواجهة أخيرة بين الشارع التونسى وجماعة الشر.

(3)

تذكروا هذا التاريخ (نهايات شهر فبراير ٢٠٢١) لأن عنده سوف تبدأ نهاية الإخوان كجماعة سياسية تشارك فى الحكم والسلطة فى تونس، وسوف تعانى تونس فى الأيام القادمة نتيجة اختيارها فى صورة أعمال تخريب وحوادث إرهابية تستهدف الشعب التونسى الكتلة البريئة من الإخوان ومن أفعالهم وأفكارهم، لكن الدولة التونسية سوف تتماسك، وتقاوم ثم ينتهى الأمر باليأس من قبل الجماعة فتعود إلى التخندق والعمل السرى، دأب أى تنظيم إرهابى يرفض أفكاره وتوجهاته أى إنسان عاقل رشيد يعرف دينه ويحب وطنه.

(4)

وعن بلد عربى آخر أطلق المفكر السعودى عبد الغنى الكندى صيحة تحذير من استغلال قوى المؤامرة فى الغرب للشتات اليمني (اليمنيون فى الخارج) والذين يتجاوز عددهم السبعة ملايين، أي ما نسبته 32% من إجمالي سكان اليمن، ولاسيما الجالية اليمنية التى تعيش فى المجتمعات الغربية، فى إنتاج نخبة سياسية متماسكة ومنسجمة فى تقديم منافع للقوى المصنّعة لها، وتشكيل قيادات سياسية لامعة، كحال تجنيد الإدارة الأمريكية لكرازي فى أفغانستان، أو الجلبي فى العراق، أو استغلالهم كالبرادعي وغنيم فى مصر، ولم يمض كثير حتى تحققت نبؤة الكندى، وبدأ الحشد لإنتاج النخبة المطلوبة عبر وسائل التواصل فمع نهاية الأسبوع الماضى أطلق مجهولون عبر "تويتر" هاشتاج باللغة العربية - لأول مرة فى إنجلترا - يدعو لرفع العقوبات عن أحمد على عبدالله صالح ابن الرئيس اليمنى الذى ثار عليه اليمنيون.. وفى ساعات قليلة لاقى "الهاشتاج" تجاوبا كبيرا وصار فى الـ "ترند" بتغريدات مكتوبة بلغة غير عربية!!.. من الذى أطلق "الهشتاج"؟! ومن هم المتفاعلون معه؟! وماذا سينتج عن هذه الحملة القادمة عبر وسائل التواصل الاجتماعى؟! أسئلة ننتظر إجاباتها عند من أطلق التحذير أولاً ونبه لتداعياته الصديق الكاتب والمفكر عبد الغني الكندى.
    أضف تعليق

    حكايات لم تنشر من سيناء (2)

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    تسوق مع جوميا

    الاكثر قراءة

    إعلان آراك 2