قالت وكالة "فرانس برس" في تقرير لها إن الطائرات المسيرة باتت تهديدا للإمارات التي استهدفها الحوثيون مرتين خلال الأسبوعين الماضيين.
واستخدم الحوثيون في هجماتهم الطائرات المسيرة، والصواريخ، كما يستخدمون هذه الأسلحة لاستهداف منشآت نفطية وغيرها في الأراضي السعودية.
وتعتبر الإمارات التي يشكل الأجانب غالبية سكانها، واحة من الهدوء في منطقة مضطربة. واستهدفها الحوثيون بعد خسائر منيوا بها على الأرض في اليمن على يد "ألوية العمالقة" الجنوبية الموالية للحكومة اليمنية، وفق التقرير.
ما هي أكثر طائرات الحوثيين تطورا؟
وحسب التقرير، فإن أكثر طائرات الحوثيين تطوّرا هي "صماد -3" التي تستطيع حمل 18 كيلوغراما من المتفجرات ويبلغ مداها 1500 كلم وسرعتها القصوى 250 كلم في الساعة.
وقال الأستاذ المساعد في كلية لندن للاقتصاد، جيمس روجرز: "يجد الإماراتيون والسعوديون صعوبة في صد هذه الهجمات. من المعروف أنه من الصعب التصدي لهجمات طائرات دون طيار وصواريخ، خصوصا عندما يجرى استخدامها في إطار تكتيك السرب إذ يجرى إطلاق العديد من الأسلحة في الوقت ذاته لمحاولة الإفلات من الدفاعات الموجودة".
وحسب روجرز، فإن الحوثيين المدعومين من إيران يستخدمون هجمات ب الطائرات المسيرة وصواريخ متوسطة المدى "على ارتفاع منخفض وسرعة منخفضة، ولهذا من الصعب على الرادار التقليدي اكتشافها".
أسلحة خطيرة بتكلفة منخفضة
ويؤكد المحللون على الكلفة المنخفضة لهذه الاستراتيجية التي تتبناها أيضا حركة "حماس" في قطاع غزة في مواجهة إسرائيل، إضافة إلى المجموعات الشيعية التي تستهدف القوات الأمريكية في العراق.
ويوضح روجرز، الذي عاين في السابق طائرات صنعها الحوثيون، أن "العديد من الطائرات المسيرة كانت عبارة عن نسخ محلية الصنع منقولة عن أنظمة عسكرية مصنعة من دول ومشابهة لتلك المصنوعة في إيران".
ويضيف: "جرى تعزيزها بمحركات طائرات دون طيار تجارية وسهل الحصول عليها، وأسلاك وأنظمة تحكم وكاميرات. وهذا يضمن بأن الحوثيين قادرون على تأمين هذه الوسائل القتالية بكلفة منخفضة".
وجاء في تقرير "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" في 2020 أن الطائرات دون طيار هذه "تستخدم إرشادات نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس) وتطير بشكل مستقل على طول نقاط الطريق المبرمجة مسبقا" نحو أهدافها.
الحوثيون يعلنون عن 7 أنواع جديدة من المسيرات
وفي 11 مارس الماضي، كشفت جماعة الحوثيين عن 7 أنواع جديدة من المسيرات، لم تحدد مداها ومزاياها، لكنها تضمنت نسخة جديدة من أكثر طائراتها تطورا وهي "صماد- 4".
وغالبا ما تتّهم الولايات المتحدة وكذلك السعودية، الداعم الرئيسي للحكومة اليمنية، إيران بتهريب الأسلحة إلى الحوثيين، وهو ما تنفيه طهران التي تؤكد أن دعمها لهم سياسي فقط.
ووقعت الإمارات اتفاقا بمليارات الدولارات للحصول على الصواريخ الدفاعية "ثاد" التي تصنعها شركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية في 2011. وتوصلت الأسبوع الماضي إلى اتفاق للحصول على صواريخ دفاعية بلغت قيمته 3.5 مليار دولار مع شركة كورية جنوبية.
وتعتمد السعودية في الدفاع عن أراضيها بوجه هذه الهجمات على بطاريات صواريخ باتريوت الأمريكية. ولكن هذه المنظومة تملك سجلا متفاوتا في التصدي لإطلاق الصواريخ و الطائرات المسيرة من اليمن، ويقول خبراء إنها ليست مصممة للتصدي لطائرات مسيرة تطير على ارتفاع منخفض.
وتملك السعودية 80 رادارا للدفاع الجوي، ولكن العديد منها أنظمة قديمة تعود لعقود سابقة.