مفتي الجمهورية: علاج الأطفال بالمجان من أعظم صور التراحم التي جاءت بها السنة المحمدية

مفتي الجمهورية: علاج الأطفال بالمجان من أعظم صور التراحم التي جاءت بها السنة المحمديةمفتي الجمهورية

مصر22-2-2022 | 13:27

قال فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدُور و هيئات الإفتاء في العالم "إن العمل الخيري من علاج الأطفال بالمجَّان وتخفيف آلامهم بتقديم العلاج وإجراء الجراحات اللازمة هو من أعظم صور التواد والتراحم والتعاطف الذي جاء في الحديث الشريف الذي رواه البخاري عن النعمان بن بشير، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم، كمثل الجسد، إذا اشتكى عضو تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى)".

وأضاف مفتي الجمهورية - في كلمته خلال الحفل الذي استضافته مكتبة الإسكندرية، اليوم /الثلاثاء/، لافتتاح مستشفى "نيل الأمل" لطب وجراحات الأطفال والاختلافات الخلقية بالمجان - أن الاهتمام بالرعاية الصحية لأطفالنا أصحاب الحالات الخاصة عمل جليل وسعي كريم ومشروع عظيم يستحقُّ منَّا المشاركة والدَّعم من أجل بعث الأمل في قلوب هؤلاء الأطفال في العودة إلى الحياة الطبيعية التي ينعم بها أمثالهم حتى يكونوا ذُخرا لأوطانهم وسببًا في إعادة الفرح والسرور إلى بيوتهم وذويهم.

وأشار إلى أن المجتمع الذي تسود فيه قيم الرحمة والتعاون والتكافل لهو المجتمع الأقرب إلى تحقيق معاني الإنسانية السامية وتحقيق المقاصد الأساسية للأديان السماوية التي دعت جميعها إلى المحافظة على النفس الإنسانية التي قال الله تعالى فيها: {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ} [المائدة: 32]، مؤكدا أن العمل الخيري الجماعي المتجرد لله تعالى ثم لمصلحة الوطن، هو الذي يعود بالخير وبالثمرة النافعة على الناس جميعا، وهو المظلّة الواقية للمجتمع من الأخطار التي تحدِّق به والتي يقصر العمل الفردي عن مواجهتها.

وفي هذا الصدد، لفت مفتي الجمهورية إلى تبنَّى الرئيس عبد الفتاح السيسي للعديدَ من المشروعات الوطنية الواعدة، فضلا عن إطلاق العديدَ من المبادرات الطَّموح التي تُعنى بتوفير الرعاية الصحية الكاملة والشاملة للمواطنين المصريين على مختلف أعمارهم وحالاتهم الصحية، موضحا أن الرئيس أكد في أكثر من مناسبة أن الرعاية الصحية المتكاملة للمواطن المصري جزء لا يتجزأ من إعادة بناء مصر الحديثة على الأسس الحضارية والإنسانية، وأن المواطن المصري والشعب المصري هو الركيزة الأساسية في مسيرة بناء التنمية الحضارية والمستدامة التي تحقِّق التقدُّم والرخاء لمصرنا الحبيبة، والتي تستهدف إعادة الكرامة والرَّفاهة للإنسان المصري.

وشدد مفتي الجمهورية على أن ذلك يعكس مدى الاهتمام بالمواطن المصري صحة وتعليما وأمنا واستقرارا، وأنه على تلك الفلسفة الإنسانية الراقية تم تأسيس مشروع مستشفى "نيل الأمل" بأحدث الطرق العلمية وكافة التجهيزات الطبية لتقديم الرعاية اللازمة للأطفال.

وتابع: "إننا ونحن نقف أمام هذا الصرح الطبي العظيم، وننظر إلى ما يقدِّمه من رعاية وخدمات عظيمة لأطفالنا ذوي الاختلافات الخلقية، نرى ونلحظ بأعين قلوبنا أيضًا ما يكمن فيه وفيما يقدمه من خدمات ومن رسالة إنسانية سامية وقيم حضارية راقية ومعانٍ أخلاقية عالية، وهي سمة أصحاب الرسالات الإنسانية الذين يحيون من أجل حفظ حياة غيرهم، ويعملون ويجتهدون بأقصى طاقاتهم من أجل تقديم الدعم والعون إلى من يحتاجون إليه".

ونوه بأن من أرشدتنا إلى هذه المعاني الرسالية السامية السيدة خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وهي تُطمئِن قلبَه الشريف بعد نزول الوحي الإلهي للمرة الأولى وتعِده بأن الله لن يضيعه أبدا بقولها الحاني وهي تعدد صفاته الشريفة صلى الله عليه وسلم: "أَبْشِرْ، فوالله لا يُخزيك الله أبدًا، إنَّك لَتَصْدُق الحديثَ، وتَصِل الرحم، وتحمل الكَلَّ -أي تساعد الضعيف المحتاج- وتُقري الضيف، وتعين على نوائب الحق".. مبينا أنَّ هذه الأخلاق المحمدية الراقية لتضع لنا نبراسًا إنسانيًّا واضحًا يُظهر بجلاء أنَّ العمل الخيريَّ المتجرِّد عن الهوى والغرض الأيديولوجي والسياسي، والذي يوجَّه فقط لخدمة الإنسان، لهو سبب عظيم من أسباب السلامة والنجاة والأمان للمجتمع كله.

واختتم مفتي الجمهورية كلمته بقوله: "إننا لنرى أنَّ ذلك كله متجسدٌ في مستشفى "نيل الأمل" لجراحات الأطفال والاختلافات الخلقية"، داعيا الله تعالى أن يوفّق القائمين عليه، وأن يسدِّد خطاهم، وأن يبارك في سعيهم، وأن يكتب على أيديهم الشفاء للأطفال.

ومن جهته، قال محافظ الإسكندرية "إن المحافظة تعتز بافتتاح أفضل وأول مستشفى مجاني بالكامل لعلاج الأطفال والاختلافات في مصر وأفريقيا، حيث تمتلك فريقا طبيا وإداريا واجتماعيا ى لديه أعلى درجات التخصص فى هذا المجال وبالمجان، كما تمتلك رؤية وركيزة لعلاج جميع حالات الاختلافات الخلقية المتقدمة والأمراض المستعصية لدى الأطفال وإجراء التدخلات الجنينية الجراحية لمنع حدوثها دون مقابل".

أضف تعليق