«سويفت» نقطة ضغط على روسيا وبالرغم من ذلك يتجنبها الغرب

«سويفت» نقطة ضغط على روسيا وبالرغم من ذلك يتجنبها الغربسويفت

عرب وعالم25-2-2022 | 12:33

يوجد سلاح" وحيد لم يستخدمه الغرب ضد روسيا في إطار الضغط عليها لوقف الحرب في أوكرانيا، ورغم أنه قد يبدو في نظر كثيرين مدمرا للرئيس فلاديمير بوتين وبلاده، لكن شظاياه يمكن أن ترتد على الجميع بما فيه الغرب، إنه سلاح عزل روسيا عن النظام المصرفي العالمي، المتمثل في منظومة "سويفت" وهي شبكة أمنية مشددة تربط آلاف المؤسسات المالية حول العالم، سلاحٌ أثير الحديث عنه خلال الأيام الأخيرة، لاسيما، أمس الخميس، مع بدء عملية عسكرية روسية في شرق أوكرانيا، تقول الأخيرة أنها "غزو شامل"، وسط تنديد غربي بخطوة موسكو.

تأسست جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك "سويفت" عام 1973، وتستخدمها حاليا أكثر من 11 ألف مؤسسة مالية، في إرسال رسائل آمنة وأوامر دفع، حيث أن "سويفت" هي شركة أوروبية للعديد من الدول المشاركة.

جاء على لسان الرئيس الأمريكي جو بادين، خلال رده على أحد الصحفيين في خطاب ألقاه أمس الخميس، في أول ظهور له بعد بدء الحرب الروسية، قال: إنها "خطوة لا تزال خيارا"، مستدركا "لكن الأوروبيين منقسمون بشأنها"، موضحا أنه "لا يوجد الآن موقف مشترك بين الأوروبيين"، وأشار إلى أن بلاده لا تتحرك بمفردها في هذا الأمر.

وأكد بايدن أن العقوبات التي فرضتها بلاده وحلفاؤها، يوم أمس، على روسيا "سيكون لها التأثير نفسه لا بل أكبر" في إشارة إلى خيار سويفت، والدعوات لاستبعاد روسيا من نظام SWIFT ليست جديدة، إذ سبق لمشرعين أمريكيين أن اقترحوا في وقت سابق إزالة موسكو من المنظومة المصرفية.

وقال كبار المشرعين الروس: "إن شحنات النفط والغاز والمعادن إلى أوروبا ستتوقف إذا حدث ذلك".

وفي هذا الصدد، نقلت وسائل إعلام محلية عن نيكولاي زورافليف، نائب المتحدث من مجلس الشيوخ بروسيا، في وقت سابق، قوله: إنه "إذا تم فصل روسيا عن SWIFT ، فلن نتلقى عملة أجنبية، ولكن المشترين، الدول الأوروبية في المقام الأول، لن يتلقوا بضائعنا النفط والغاز والمعادن والمكونات المهمة الأخرى".

من جانب أخر، كانت بريطانيا قد ناشدت في أغسطس 2014 بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، القادة الأوروبيين للنظر في مثل هذا الخيار، وفي نهاية الأمر، تم إسقاط حملة الضغط، حيث اعتُبر عزل روسيا عن نظام سويفت بمثابة تصعيد كبير، أو كما قال رئيس الوزراء الروسي آنذاك ديمتري ميدفيديف ، إنه بمثابة إعلان حرب، ومن أجل قطع الاتصال عن أية دولة، هناك حاجة إلى قرار موحد لجميع الدول، إذ أن قرارات الولايات المتحدة وبريطانيا ليست كافية، وفق "نيكولاي زورافليف".

وقال زورافليف: "لست متأكدًا من أن الدول الأخرى ، خاصة تلك التي تتمتع حصتها في التجارة مع روسيا كبيرة ومتوازنة ، ستدعم الإغلاق".

قامت سويفت بفصل البنوك الإيرانية عن الكهرباء في عام 2012 بعد أن فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات عليها بسبب برنامجها النووي، وهذا الإجراءٌ تسبب وقتها بخسارة إيران ما يقرب من نصف عائدات تصدير النفط و 30٪ من التجارة الخارجية بعد انقطاع التيار الكهربائي.

سيُصعب الأمر على المؤسسات المالية في حال انقطاع الاتصال مع روسيا، من إرسال الأموال داخل أو خارج البلاد الروسية، ما سينعكس سلبا على الشركات الروسية وعملائها الأجانب، خاصة مشتري صادرات الغاز والنفط، بعملة الدولار.

في سياق أخر في رأي مراقبين، الخسارة لن تطال روسيا وحدها، إذ ستخسر الولايات المتحدة وألمانيا أكثر من غيرهما، لأن بنوكهما هي أكثر مستخدمي سويفت شيوعًا للتواصل مع البنوك الروسية، وفقًا لما نقلته تقارير صحفية عن الزميلة الزائرة في المعهد الفنلندي للشؤون الدولية، ماريا شاجينا.

جاء بذلك وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف، الذي عدّد تداعيات فصل بلاده عن نظام "سويفت"، مؤكدا أن هذا الأمر "سيتسبب في العديد من المشاكل للدول الأخرى".

وأوضح مقال سابق نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" للبروفيسور سينثيا روبرتس، أن عزل روسيا عن نظام سويفت الدولي للمدفوعات سيكون أقل ضرراً مما تعتقد واشنطن.

وأشار روبرتس إلى أن روسيا لديها احتياطيات ضخمة وأن بنك الصين قد انضم إلى النسخة الروسية من سويفت ، مما يجعل هذه الشراكة بديلاً قابلاً للتطبيق، وفي السنوات الأخيرة اتخذت روسيا إجراءات لتخفيف الصدمة في حال تمت إزالتها من نظام سويفت، حيث أنشأت موسكو نظام الدفع الخاص بها SPFS، بعد أن تعرضت للعقوبات الغربية في عام 2014 ، على خلفية ضمها لشبه جزيرة القرم.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2