الدواء سلاح ذو حدين.. حد هو العلاج.. والآخر يودى بحياة المريض، و الدواء يسمى دواء إذا استغل بالطريقة الصحيحة.. وهو سم إذا استغل بالطريقة غير الصحيحة.
إن القرار الذى صدر أخيرًا برفع أسعار بعض الأدوية غير الضرورية بنسبة 30% قرار علمي وليس قرارًا اقتصاديًا أو سياسيًا، فهو قرار ظاهره الشدة وباطنه الرحمة..
ويقول الدكتور كمال عطية أستاذ الأمراض الجلدية والمستشار بمستشفى المعادى إن المفروض ألا يصف الطبيب الدواء إلا إذا كان على علم كبير بأعراض الدواء الجانبية، وبكل أسف أغلبهم لم يقرأ حتى النشرة الطبية التى بداخله، ف الدواء يمكن أن يؤدي إلى تشوهات نتيجة استعماله الخاطئ، والمفروض أن يترك المريض بلا دواء إذا كان للدواء أعراض جانبية أو إذا كان المرض يأخذ مدته وينتهى لوحده نتيجة مقاومة الجسم.. ولا يصح على الإطلاق أن يكون بالروشتة أكثر من ثلاث أدوية لأن الأدوية تتعامل مع بعضها وتعطي تفاعلات كيماوية لا علم لنا بها حتى الآن مهما ادعينا الخبرة والمعرفة وتعطى لنا أمراضا أخرى غير المرض الأصلى.
الدواء
أما الدكتور زكريا الباز رئيس قسم الأمراض الباطنية ب المعادى وأخصائى أمراض وزراعة الكليتين يقول: هناك نوعية من الفولكلورية الطبية السائدة فى مصر، ألا وهي «المقويات»، والغريب فى الأمر أن جميع كتب الطب لا يوجد بها موضوع فى أى بند تحت باب المقويات، القاعدة العلمية أنه لا يوجد دواء ما يسمى بالمقوى لكن هناك أدوية تصلح العطب الموجود، فيصلح الجسم أى يقويه بعد مرضه وعلاج هذه الظاهرة يحتاج إلى مزيد من الإعلام الصحى فى جميع الأجهزة حتى نتجنب هذا الإسراف المميت فى تعاطى مثل هذه الكيماويات المضرة بالصحة والتى لا تؤدى إلا إلى ضياع أموال المريض، وقد تؤدى إلى أمراض عضوية لا يستطيع المريض الخلاص منها وكذلك المغالاة فى تعاطي الفيتامينات كأدوية مقوية، والمعروف علميًا أن نقص الفيتامينات يؤدى إلى مرض وضرورة وجودها حتمية للجسم وسلامته، وإذا زادت تؤدى إلى أمراض الكليتين.. وأطلب بشدة من جميع الهيئات العلمية والتعليمية أن توضح ضرر الدواء، أي كان نوعه، قبل أن توضح فوائده خاصة بين الجيل الصاعد من طلبة كليات الطب، وأوصى أيضا بحملة إعلامية توضح خطورة الأدوية وتعاطيها وخاصة بدون معرفة طبيب متخصص.
كتب الطب
والنتيجة.. أنه لا يوجد دواء فيه الشفاء فقط.. بل يضر شيئًا آخر.
تم نشره فى مجلة أكتوبر - السنة الأولى - (يوليو) 1977 - 1397 هجرية - 10 قروش