يعد ماء زمزم أطهر وأفضل وأنقى ماء على وجه الأرض، وقد أخبر بذلك رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- قبل ما يقارب أربعة عشر قرنًا من الزمن.
فقد ورد عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "خيرُ ماءٍ على وجهِ الأرضِ ماءُ زمزمَ فيه طعامُ الطُّعمِ وشفاءُ السُّقمِ".
وكذلك فإن الاغتسال ب ماء زمزم فيه فوائد عظيمة ومنافع جليلة؛ لأنَّه غذاءٌ للأجسام والأراوح وشفاء للأبدان والقلوب، وممّا ثبتَ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّه شربَ وتوضَّأ منه وسكبَ منه على رأسِه الشريف، عن عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-: "دعا بسجلٍ من ماء زمزم فشربَ منه وتوضّأ".
أما عن غسل الميت بماء زمزم؛ فقد أكدت دار الإفتاء أن أهل مكة كانوا يُغسِّلون بها موتاهم؛ لبركتها وفضلها؛ فعن ابن أبي مليكة قال: "كنتُ أول من بشَّر أسماء رضي الله عنها بالإذن في إنزال عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، قال: فانطلقنا إليه، فما تَناوَلْنا منه شيئًا إلا جاء معنا، قال: وقد كانت أسماءُ رضي الله عنها وُضِعَ لها مِرْكَنٌ فيه ماءُ زمزم، وشَبٌّ يماني، فجعلنا نناولها عضوًا عضوًا فتغسله، ثم نأخذه منها فنضعه في الذي يليه، فلما فرغت منه أدرجناه في أكفانه، ثم قامت فصلّت عليه، وكانت تدعو: "اللهم لا تُمِتْني حتى تُوليني جُثَّته"، فما أتت عليها جمعة حتى ماتت" أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"، وقال عقبه: "وأهل مكة على هذا إلى يومنا يغسلون موتاهم ب ماء زمزم إذا فرغوا من غسل الميت وتنظيفه جعلوا آخر غسله ب ماء زمزم تبركًا به".
وأوضحت الإفتاء بجواز غسل الميت ب ماء زمزم هو ما ذهب إليه المالكية في المشهور عندهم؛ قال الإمام العدوي المالكي في "حاشية العدوي على شرح كفاية الطالب الرباني" (1/ 411، ط. دار الفكر): [(قوله: بماء وسدر)؛ أي: ويندب أن يكون بماء وسدر وهو ورق النبق، وأطلق في الماء فيدخل ماء زمزم وهو المشهور] اهـ.