سجلت السيدة همت مصطفى حلقة تليفزيونية مع الرئيس السادات استغرقت ساعتين وربع الساعة وذلك بمناسبة مرور 25 عاما على ثورة يوليو، وقد تحدث الرئيس السادات عن الثورة وتاريخها وجذورها وأعماقها وعن الديمقراطية والاشتراطية الحقة والاشتراكية المزورة أو المزيفة.
وأروع ما قاله الرئيس السادات جاء فى نهاية التسجيل عندما أخذ يتحدث عن أمله العظيم فى مصر.. من أجلها.. فقال الرئيس السادات: "إننى أتمنى أن يسود الحب كل الناس، فإن الحب يبنى والحقد يهدم، إننى أتمنى تغييرًا شاملاً فى حياة الناس.. تغييرًا نحو الأفضل والأجمل والأبقى، أتمنى أن تكون بيوتهم أوسع وأرحب ليشعر الناس بالأمن والأمان وراحة البال والهدوء وانشراح الصدر، وأتمنى أن تكون للبيوت نوافذ واسعة يطلون منها على الحقول الخضراء ويشعرون أنهم ينطلقون منها إلى العالم الواسع.
أتمنى أن تكون الحرية والانطلاق واتساع الآفاق والعدل والقيم أهم معالم الروح المصرية الجديدة.
وإنى أحمد الله أننى نشأت فى الريف حيث الحقول دائمة الخضرة.. واسعة شاسعة، واسعة كآمالنا وشاسعة كصدورنا.
إننى أتمنى أن أرى أبنائى وأحفادى وأنا أنظر إليهم من دار الخلود فأراهم يدرسون الفيزياء النووية والكيمياء الصناعية ويطلقون الصواريخ المصرية وفى أيديهم ديوان لشوقى، أتمنى أن يجمعوا بين العلم والفن.. بين الحقيقة والخيال، أتمنى لهم أن يتذوقوا طعم مصر وعبيرها.. فمصر جميلة.. أتمنى أن يتذوقوا أرضها وماءها وسماءها وقمرها وشمسها، فبلادنا جميلة ولكن القلوب تصرف الحب، هى وحدها التى تتذوق الجمال، أما القلوب التى لا تعرف إلا الحقد فهى التى تنعطش إلى الدماء والخراب.
تم نشر الموضوع فى مجلة أكتوبر – السنة الأولى – (يوليو)1977 – 1397 هجرية – 10 قروش