بعد سنوات من تطلعاتها للبيت الأبيض.. من هي كامالا هاريس المرشحة المحتملة لرئاسة أمريكا؟!

بعد سنوات من تطلعاتها للبيت الأبيض.. من هي كامالا هاريس المرشحة المحتملة لرئاسة أمريكا؟!بعد سنوات من تطلعاتها للبيت الأبيض .. من هى كامالا هاريس المرشحة المحتملة لرئاسة أمريكا؟

عرب وعالم22-7-2024 | 01:45

قبل أقل من أربعة أشهر من موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وجدت نائبة الرئيس كامالا هاريس نفسها فى موقف صعب.

فمع إعلان الرئيس الأمريكى جو بايدن أنه سيُنهى حملته الانتخابية ويمنح دعمه لنائبته، وصلت هاريس أخيرا إلى المنصب الذى طالما سعت إليه وهو قمة التذكرة الديمقراطية، وربما الرئاسة. فمن هى كامالا هاريس التى نجحت فى أن تصبح أول امرأة وأول أمريكية من أصول سوداء وآسيوية تصل إلى منصب نائب الرئيس الأمريكى، وربما تصبح أول امرأة تصل لمنصب الرئيس فى التاريخ الأمريكى؟

نشأتها

وُلدت كامالا هاريس فى أوكلاند بولاية كاليفورنيا، عام 1964، لأبوين مهاجرين؛ من أمٍّ هندية وأبٍ جامايكى.

وبعد انفصال والديها، نشأت هاريس بشكل أساسى فى كنف والدتها الهندوسية العازبة، شيامالا جوبالان هاريس، وهى باحثة فى مجال بحوث علاج السرطان وناشطة مدنية.

كانت كامالا على ارتباط وثيق بتراثها الهندى، وقد رافقت والدتها لزيارة الهند عدة مرات. لكنها تقول إن والدتها تبنت ثقافة السود فى أوكلاند، وغمرت ابنتيها؛ كامالا وأختها الصغرى مايا، بتلك الثقافة.

وكتبت فى سيرتها الذاتية: "الحقيقة أن والدتى أدركت جيداً أنها كانت تربى ابنتين سوداوين".

وأضافت: "كانت تعلم أن موطنها الجديد الذى قررت الانتماء إليه، سينظر إلىّ وإلى مايا على أننا فتاتان سوداوان، لكنها كانت تصرّ على التأكد من أننا سنصبح امرأتين واثقتين وفخورتين بنفسيهما".

وعاشت كامالا فى سنواتها الأولى فترة قصيرة فى كندا أيضاً، حيث عملت والدتها فى التدريس فى جامعة ماكجيل، فسافرت وشقيقتها الصغرى معها، ودرستا فى مدرسة فى مونتريال لمدة خمس سنوات.

ثم التحقت بكلية فى الولايات المتحدة، وأمضت أربع سنوات فى جامعة هَوارد ، إحدى الكليات والجامعات البارزة التى يدرس فيها السود تاريخياً فى البلاد، والتى وصفتها بأنها من بين أكثر الخبرات التى حصلت عليها فى حياتها وساهمت فى بنائها وتكوينها.

وتقول هاريس إنها دائماً كانت منسجمة مع هويتها العرقية وتصف نفسها ببساطة بأنها "أمريكية".

وفى عام 2019 ، قالت لصحيفة "واشنطن بوست" إنه لا ينبغى أن يضطر السياسيون إلى حصر أنفسهم فى حيز التصنيفات التى يفرضها لونهم أو خلفيتهم الاجتماعية.

وأضافت: "كانت وجهة نظرى هى: أنا كما أنا، ومتصالحة مع ذاتى، قد تحتاج إلى معرفة ذلك، لكننى مرتاحة للتعامل مع الأمر".

بين مجلس الشيوخ والادعاء العام

بعد قضائها أربع سنوات فى هوارد، انتقلت هاريس للحصول على شهادة عليا فى القانون من جامعة كاليفورنيا، وبدأت حياتها المهنية لاحقاً فى دائرة الادعاء العام فى مقاطعة ألاميدا. وتولت هاريس منصب المدعى العام فى المقاطعة.

وفى عام 2003، أصبحت المدعى العام الأعلى لسان فرانسيسكو، قبل أن يتم انتخابها كأول امرأة وأول شخص أسود يعمل كمدعى عام لولاية كاليفورنيا، وأكبر محام ومسئول عن إنفاذ القانون فى أكثر الولايات الأمريكية كثافة.

وخلال فترتَى توليها منصب المدعى العام، اكتسبت هاريس سمعة جيدة باعتبارها واحدة من النجوم الصاعدة فى الحزب الديمقراطى، واستغلت ذلك الزخم لانتخابها فى مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا عام 2017.

ومنذ انتخابها لعضوية مجلس الشيوخ الأمريكى، حظيت المدعية العامة السابقة بتأييد فى أوساط التقدميين لاستجوابها اللاذع لمرشح المحكمة العليا آنذاك بريت كافانو، والمدعى العام ويليام بار، فى جلسات الاستماع الرئيسية في مجلس الشيوخ.

تطلعات إلى البيت الأبيض

عندما أطلقت هاريس حملة ترشحها لمنصب الرئيس فى بداية عام 2019، بحضور حاشد زاد عدده عن 20 ألف شخص فى أوكلاند، كاليفورنيا، قوبل عرضها لعام 2020 بحماس أولىّ. لكن السيناتورة أخفقت فى توضيح سبب منطقى لحملتها، وقدمت إجابات مشوشة على أسئلة فى مجالات السياسة الرئيسية مثل الرعاية الصحية.

كما أنها لم تستفد بشكل واضح من نقطة قوتها خلال ترشحها: وهى أداؤها القوى فى المناظرات التى تظهر مهاراتها خلال عملها فى الادعاء العام، وكانت غالبا ما تضع بايدن فى خط الشخصيات التى تهاجمها.

وحاولت هاريس، المنتمية للحزب الديمقراطى فى كاليفورنيا والعاملة فى مجال إنفاذ القانون، السير على خط تجمع فيه بين الجناحين التقدمى والمعتدل فى حزبها، لكن انتهى بها الأمر إلى أنها لم تحظَ بتأييد أى منهما، حيث أنهت حملة ترشحها فى ديسمبر 2019، قبل أول تنافس للمرشحين الديمقراطيين فى ولاية أيوا فى أوائل عام 2020.

وفى مارس 2020، أيّدت هاريس، جو بايدن، قائلة إنها ستفعل كل ما فى وسعها للمساعدة فى انتخابه رئيساً قادماً للولايات المتحدة".

سِجلها فى مكافحة الجريمة

بعد أن خاضت هاريس سباق 2020، بات سِجلها كأكبر مدعية عامة فى كاليفورنيا تحت الأضواء.

وعلى الرغم من ميولها اليسارية بشأن قضايا أمثال زواج المثليين وعقوبة الإعدام ، إلا أنها واجهت هجمات متكررة من التقدميين لأنها لم تكن تقدمية بما فيه الكفاية، وكانت موضوع مقال رأى سيئ بقلم أستاذة القانون فى جامعة سان فرانسيسكو لارا بازيلون.

وكتبت بازيلون فى بداية حملة هاريس، تقول إن هاريس تهربت إلى حد كبير من المعارك التقدمية التى تنطوى على قضايا مثل إصلاح سلك الشرطة وإصلاح القوانين المتعلقة بتجارة المخدرات والإدانات الخاطئة.

وحاولت المدعية التى تصف نفسها بأنها "مدعية تقدمية" التأكيد على التركيز على الأفعال ذات الميول اليسارية من إرثها، كطلبها كاميرات تعلق على أجسام بعض الوكلاء الخاصين فى وزارة العدل بكاليفورنيا، وهى أول وكالة حكومية تتبناها، وإطلاق قاعدة بيانات توفر وصول الجمهور العام لإحصاءات الجريمة، لكنها ما زالت تفشل فى اكتساب الشعبية المرجوة.

وظلت عبارة "إن كامالا شرطية" تترد على مدار الحملة الانتخابية، مما أفسد محاولاتها لكسب القاعدة الديمقراطية الأكثر ليبرالية خلال الانتخابات التمهيدية، لكن أوراق اعتماد تطبيق القانون هذه قد تكون مفيدة فى الانتخابات العامة عندما يحتاج الديمقراطيون إلى كسب ناخبين معتدلين ومستقلين.

وفى الوقت الذى تواصل فيه الولايات المتحدة مواجهة تفجر قضية التحيزات العرقية، ووجود تحقيقات حول وحشية الشرطة، شغلت هاريس مقعداً فى الصف الأمامى، مستخدمة خبرتها الخطابية المميزة لتعزيز الأصوات التقدمية.

وفى البرامج الحوارية، دعت إلى إجراء تغييرات فى ممارسات الشرطة فى جميع أنحاء الولايات المتحدة، وحضت عبر حسابها فى تويتر على اعتقال الضباط الذين قتلوا بريونا تايلور، وهى ناشطة أمريكية من أصل أفريقي، كانت تبلغ من العمر 26 عاماً من ولاية كنتاكى، تحدثت كثيراً عن الحاجة إلى تفكيك العنصرية الممنهجة فى البلاد.

وعندما يتعلق الأمر بدعوة الجناح التقدمى فى الحزب المختلف عليها بشأن الاستمرار فى المطالبة بعدم تمويل الشرطة؛ والدعوة إلى تقليص ميزانيات أقسام الشرطة وتحويل الأموال إلى البرامج الاجتماعية - وهو ما يعارضه بايدن - تتملص هاريس من التعليق وتدعو بدلاً من ذلك إلى "إعادة رسم صورة" للسلامة العامة.

لطالما قالت هاريس إن هويتها تجعلها مناسبة بشكل فريد لتمثيل المهمشين، وبعد أن اختارها بايدن نائبة له، حصلت على فرصة للقيام بذلك من مركز القرار فى البيت الأبيض.

أضف تعليق

عُمان الخير والسلام تسقط خفافيش الظلام

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين

الاكثر قراءة

تسوق مع جوميا
إعلان آراك 2