"أكتوبر كمان وكمان".. الرئيس والأستاذ والأحفاد يضحكون

"أكتوبر كمان وكمان".. الرئيس والأستاذ والأحفاد يضحكونعاطف عبد الغني

الرأى6-10-2024 | 13:48

لا يصنع النكتة، ويلقيها، ويضحك عليها إلا الأذكياء.. كان مجتمع مجلة أكتوبر فى سنوات تكوينه الأولى مجتمعا سعيدا، يشعر بتحقيق الذات بعد أن صدرت المجلة، وحققت نجاحا هائلا تربعت به على عرش المجلات المصرية، ونافست مثيلاتها العربية، وتعبيرا عن رضاه وسعادته طلب الرئيس السادات - صاحب فكرة الإصدار وداعم "أكتوبر" الرئيسى - من الأستاذ أنيس منصور رئيس التحرير أن يلتقى محررى أكتوبر فى مسقط رأسه قرية ميت أبو الكوم بالمنوفية ، واجتمع محررو أكتوبر الكبار والشبان، وذهبوا يتقدمهم الأستاذ للقاء الرئيس، ولكم أن تتخيلوا كيف قدّم الأستاذ صحفيى "أكتوبر" إلى الرئيس !.

حكى لى الأستاذ والصديق الراحل إسماعيل منتصر، رئيس مجلس الإدارة الرابع لمؤسسة دار المعارف ، ورئيس تحرير أكتوبر، وكان واحدا من شباب الصحفيين الذين شاركوا فى هذا اللقاء أن الأستاذ أنيس قدّم محررى أكتوبر للرئيس السادات قائلا: هؤلاء أحفادك يا سيادة الرئيس.

إزاى يا أنيس؟! سأل السادات.

أنيس: مجلة أكتوبر واحدة من "بنات أفكارك" فأنت أبوها الشرعى، وهؤلاء أولاد أكتوبر.. أحفادك يا سيادة الرئيس!.


وتخيلوا معى رد فعل الرئيس السادات على هذه التخريجة الذكية من الأستاذ.. أنا أكاد الآن أسمع ضحكته ترن فى أذنى: "ههههههه"، السادات كان يحب النكتة، ويفهمها مثل كل الأذكياء، وكان يحتفل بعيد ميلاده فى قريته التى ذاعت شهرتها معه وبسبب وفائه لها، ولأهله، حتى صارت "ميت أبو الكوم" أشهر قرى المنوفية، وفى عيد ميلاده كانت الإذاعة المصرية ترسل قارئاومنشدا يحييان الليلة بشكل أساسى، وكان الرئيس يطلب بالاسم المنشد حسن قاسم، منشد المسجد الحسينى، وكان الأخير كفيفا، ومشهورا عنه "خفة الدم" وعشقه الجنونى لكرة القدم، ويسأله السادات كل مرة يلتقيه مداعبا: "إيه أخر نكتة ياشيخ حسن؟"، وفى إحدى المرات رد الشيخ حسن: "ياسيادة الريس الكورة كانت كفر" قاله الرئيس: " وبعدين؟!" قاله الشيخ حسن: "أسلمت الحمد لله".. "ههههه"، وحكى الأستاذ أنيس ونقل عنه أصدقائى الذين سبقونى فى أكتوبر، أنه كان يجلس إلى الرئيس السادات جلسة عمل، ورن الهاتف الذى فى جواره، فرفع الرئيس السماعة: "ألو.. لأ .. أنا الرئيس السادات.. ههههههه".. ووضع السماعة، ويبدو أن الرئيس لاحظ فضول الأستاذ أنيس، ودون أن يسأله عما يضحكه قال له الرئيس: "ده ياسيدى واحد الظاهر أن "النمرة" جمّعت معاه غلط بيسألنى مش دى طابونة الحاج فلان.. قلت له لأ.. قال لى إزاى إمال أنت مين؟ قلت له: أنا الرئيس السادات.. قال لى: "مش شايف إن ده واسعة شوية يا يا روح ..... ".. "ههههههههه".
الأستاذ أنيس أيضا كان مشهورا عنه "خفة الدم"، وكان "غاوى مقالب"، وكانت مقالبه مع محرري أكتوبر أحيانا مؤلمة، كأنه "يزغزغهم بسكين"، لكن لم يكن أحد منهم يبدى تبرما أو اعتراضا أمام الأستاذ، وكان يستعين أحيانا بمواهب الأستاذ شريف رضا الفنان التشكيلى، وكان مثله يهوى المقالب، والضحك، وقد عمل معه فى مجلة "آخر ساعة"، وكان أنيس مديرا للتحرير فيها، فلما اختاره السادات ليصدر "أكتوبر" كان شريف رضا على رأس الكتيبة الفنية التى ذهبت معه لتصدر "أكتوبر"، وحكى لى الأستاذ شريف كثيرا من "المقالب" التى شارك فيها الأستاذ أنيس، لكنه لم يشاركه فى أفظع مقلب، عندما طلب الأستاذ من صحفى التحقيقات الكبير جميل عارف أن يحضر له "فخذة حمار" من حديقة الحيوان، وكان الأخير عضوا فى مجلس إدارة الحديقة، ونفذ "عارف" ما طلبه الأستاذ وتم إهداء "لحم الحمار" إلى أحد العاملين المشهور عنهم "الطفاسة" وقبلها الأخير، ويبدو أنه ذهب بها إلى بيته لكن لحقه الزملاء وأخبروه بالحقيقة قبل أن "يطبخها ويأكلها".. كانت روح البهجة والألق والسعادة تملأ جنبات الأدوار التى يشغلها محررو أكتوبر والعاملون فى الأقسام المساعدة من مبنى "دار المعارف"، وكانت هذه الروح تنعكس على أداء الجميع، فيبدعون، وينعكس ذلك على صفحات "أكتوبر" فتخطف عباراتها وصورها ورسومها العقول قبل الأبصار.

أضف تعليق

حكايات الأبطال

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2