إجراءات عزل ترامب: ماذا حدث للرؤساء الأمريكيين الذين تعرضوا للمساءلة؟

إجراءات عزل ترامب: ماذا حدث للرؤساء الأمريكيين الذين تعرضوا للمساءلة؟إجراءات عزل ترامب: ماذا حدث للرؤساء الأمريكيين الذين تعرضوا للمساءلة؟

غير مصنف15-1-2021 | 14:37

دار المعارف: وكالات أصبح الرئيس دونالد ترامب أول رئيس فى التاريخ يخضع للمساءلة مرتين من قبل مجلس النواب الأمريكى، ولا يزال واحدا إلى جانب ثلاثة فقط تمت مساءلتهم على الإطلاق. وفيما يلى ما حدث للثلاثة الآخرين. أندرو جونسون: كان أندرو جونسون أول رئيس أمريكى يواجه مساءلة ماذا فعل؟ خيمت الحرب الأهلية على علاقة الرئيس أندرو جونسون، وهو ديمقراطى، مع الكونجرس الذي سيطر عليه الجمهوريون حينئذ، حيث هيمن التشاحن المستمر بين الجانبين حول كيفية إعادة بناء جنوب الولايات المتحدة المهزوم. ودفع "الجمهوريون المتشددون" فى تلك الفترة باتجاه تشريع لمعاقبة قادة الكونفدرالية السابقين وحماية حقوق العبيد المحررين، وقد استخدم جونسون حق النقض الرئاسى لعرقلة جهود الجمهوريين فى كل منعطف. وفى مارس من عام 1867 أقر الكونجرس قانون صلاحيات الرئيس، المصمم للحد من قدرة الرئيس على إقالة أعضاء حكومته دون موافقة مجلس الشيوخ، وفى تحد لذلك القانون أقال جونسون عضو مجلس الوزراء ومنافسه السياسى إدوين ستانتون، بينما كان الكونجغرس فى العطلة البرلمانية. وإذا كانت إجراءات المساءلة اليوم تبدو وكأنها مفعمة بالكثير من العروض المسرحية السياسية، فهى تتماشى مع تقاليد المساءلة حيث رد ستانتون على إقالته من خلال حبس نفسه فى مكتبه ورفض المغادرة. وقد ثبت أن عزل ستانتون من منصبه كان القشة الأخيرة فى العلاقة مع الرئيس حيث سارع الجمهوريون فى مجلس النواب إلى صياغة 11 مادة من إجراءات المساءلة. وبعد التصويت الحزبى على تلك المواد تم عرضها على مجلس الشيوخ حيث تمت تبرئته ولكن بالكاد، حيث افتقدت الإدانة لصوت واحد فقط لتحقيق أغلبية الثلثين اللازمة لذلك. ماذا كانت العواقب؟ وبحسب بعض الروايات، فقد بكى جونسون لدى سماع نبأ تبرئته متعهدا بتكريس نفسه لتنظيف سمعته. ولكنه لم ينجح. فقد أكمل ما تبقى من فترته الرئاسية، لكن شهدت الأشهر الأخيرة من ولايته نفس صراعات السلطة التى شوهت فترته قبل مساءلته. وفى عام 1869، خسر الديمقراطيون البيت الأبيض أمام المرشح الجمهورى الجنرال يوليسيس غرانت، الذى سمح باستمرار خطة حزبه الراديكالية لإعادة الإعمار. ما هو إرثه؟ قام بشراء ألاسكا من روسيا عام 1867 مقابل 7.2 مليون دولار. وكان جونسون أيضا أحد أفقر الرؤساء، وهو لم يذهب إلى المدرسة قط. ريتشارد نيكسون: وكان ريتشارد نيكسون ثانى رئيس أمريكى يواجه مساءلة ماذا فعل؟ ترتبط إجراءات مساءلة ريتشارد نيكسون بحادثة إختراق مقر الحزب الديمقراطى عام 1972 فى مجمع مكاتب ووترجيت فى العاصمة الأمريكية واشنطن. وعندما كشفت التحقيقات أن اللصوص قد حصلوا على أموال من حملة إعادة انتخاب نيكسون انتشرت فضيحة ووترجيت لتصل إلى ما هو أبعد من الاقتحام بغرض السرقة حيث كشفت عن تورط كبار مسئولى البيت الأبيض فيها. وقد حاول نيكسون، وعلى مدى عامين تقريبا، التستر على دوره فى المؤامرة دون جدوى، وقد أدى الأمر فى نهاية المطاف إلى إنهاء مسرته السياسية. فقد تبين أن جهود الرئيس الجمهورى فى التستر على ما حدث أنها عقيمة، ففى أغسطس من عام 1974 عندما أعدت اللجنة القضائية بمجلس النواب بنودا بشأن إجراءات المساءلة، أُجبر نيكسون على إصدار تسجيلات المكتب البيضاوى التى يُسمع فيها الرئيس يأمر موظفيه بأن يطلبوا من وكالة المخابرات المركزية إبلاغ مكتب التحقيقات الفيدرالى بوقف التحقيق في اقتحام ووترجيت. وقد كان ذلك الشريط سيئ السمعة بمثابة "دخان البندقية" أو المؤشر على الانهيار النهائى لمحاولة نيكسون للتستر. ففى 27 يوليو من عام 1974، صوتت اللجنة القضائية فى مجلس النواب على تمرير 3 مواد من إجراءات المساءلة، وهى مواد تتعلق بإعاقة العدالة وإساءة استخدام السلطة وازدراء الكونجرس، وأرسلتها إلى مجلس النواب للتصويت عليها. لكن لم يجر التصويت، ففى 8 أغسطس من عام 1974 استقال نيكسون، وهو يظل الرئيس الأمريكى الوحيد فى التاريخ الذي فعل ذلك. وقال نيكسون فى خطاب استقالته: "لم أكن قط متخاذلا، ويعد ترك المنصب قبل انتهاء فترة ولايتى أمرا بغيضاً بالنسبة لى، لكن كرئيس يجب أن أضع مصلحة أمريكا أولا". ماذا كانت العواقب؟ أدى نائب الرئيس جيرالد فورد اليمين الدستورية كرئيس بعد 6 أسابيع، وأصدر عفوا عن نيكسون عن أى جرائم ارتكبها أثناء وجوده فى منصبه. وبعد أقل من عامين، خسر فورد البيت الأبيض أمام الديموقراطي جيمى كارتر. ما هو إرثه؟ لا جدال بأن ووترجيت كانت فضيحة على الرغم من أنه لم يعترف قط بارتكاب أى مخالفات جنائية، إلا أن أفعاله تظل حكاية تحذر من إساءة استخدام السلطة الرئاسية. وقد توفى نيكسون فى أبريل من عام 1994 بعد 20 عاما من استقالته المشينة. وقد ركز الرئيس بيل كلينتون، فى حديثه فى جنازة نيكسون، على عمل نيكسون فى الشئون الخارجية. وقال كلينتون: "دعونا نقول.. أتمنى أن يكون الحكم اليوم على الرئيس نيكسون شاملا لحياته كلها ومهنته، وليس أقل من ذلك". بيل كلينتون: كان بيل كلينتون ثالث رئيس أمريكى يواجه مساءلة ماذا فعل؟ بعد سنوات قليلة فقط من دعوة الرئيس بيل كلينتون للتسامح إزاء إخفاقات نيكسون، كان هذا الرئيس الديمقراطى من أركنساس يواجه أزمته السياسية الخاصة. ففى غضون عام واحد من توليه منصبه، وجد كلينتون نفسه قيد التحقيق من قبل مدع خاص يتبع وزارة العدل. وتحت إشراف المستشار الخاص كينيث ستار، توسع نطاق التحقيق فى صفقات عقارية فى يناير من عام 1998 ليشمل علاقة الرئيس مع المتدربة السابقة فى البيت الأبيض مونيكا لوينسكى. وكجزء من دعوى قضائية منفصلة ضد الرئيس، وهى قضية التحرش الجنسى بباولا جونز، سُئل كلينتون عن علاقته مع لوينسكى، وقد نفى كلينتون، تحت القسم، فى 17 يناير من ذلك العام وجود علاقة مع المتدربة السابقة فى البيت الأبيض. وبعد أيام من ذلك النفى تحت القسم، أنكر الرئيس الأمريكى الأمر مجددا. وقال الرئيس كلينتون لوسائل الإعلام فى البيت الأبيض: "أريدكم أن تستمعوا إلى، لم أمارس الجنس مع تلك المرأة، مونيكا لوينسكى، ولم أطلب من شخص واحد أن يكذب، ولا مرة واحدة أبدا". وفى 9 سبتمبر من عام 1998، قدم ستار تقريره إلى الكونجرس، وسرعان ما تمكن الجمهور أيضا من الاطلاع على تقرير ستار المؤلف من 445 صفحة والذى تضمن شهادة بذيئة من لوينسكى، التى أبرمت صفقة حصانة مع المستشار الخاص ستار مقابل تعاونها. كما تضمن التقرير 11 سببا محتملا للمساءلة. وفى ديسمبر من عام 1998، صوت مجلس النواب على مساءلة كلينتون فى قضيتين هما الحنث باليمين وعرقلة عمل الكونجرس. وفى فبراير من عام 1999، تمت تبرئة كلينتون من قبل مجلس الشيوخ الذى كان يسيطر عليه الجمهوريون. ماذا كانت العواقب؟ فى العام الذى استحوذت فيه فضيحة لوينسكى - كلينتون على البلاد قاوم الرئيس الدعوات المتزايدة التى طالبته بالاستقالة. وخلال هذه الفترة وتحديدا فى نهاية يناير من عام 1998، أشارت استطلاعات الرأى إلى أن شعبية كلينتون وصلت لأحد أعلى معدلاتها على الإطلاق حيث وجدت شبكة "سى إن إن" ومؤسسة جالوب أن 67 فى المئة من الأمريكيين راضون عن الرئيس. وفى النهاية، كان السياسيون الذين فقدوا وظائفهم أثناء أزمة المساءلة من الجمهوريين فقط. وقد انتهت خطة الجمهوريين لركوب تلك الفضيحة لتحقيق النصر فى انتخابات التجديد النصفى لعام 1998 بنتائج عكسية حيث حقق الديمقراطيون مكاسب فى كل من مجلسى النواب والشيوخ. وترك كلينتون منصبه فى يناير من عام 2001 بنسبة تأييد تبلغ 65 فى المئة، وهى أعلى نسبة من أى من أسلافه منذ نصف قرن. لكن حزبه خسر البيت الأبيض عندما تغلب جورج دبليو بوش على آل غور بعد إعادة فرز الأصوات فى ولاية فلوريدا. ما هو إرثه؟ يعتمد على من يوجه له هذا السؤال، ولكن فضيحة مونيكا لوينسكى ستكون موجودة لدى إجابات معظم الناس كأول شىء يفكرون فيه. وتأتى المساءلة فى مرتبة تالية للفضيحة، فهى أقل شأنا منها. وتشير تقييمات شعبيته العالية طوال عملية المساءلة إلى أنه لم يتضرر منها مثل الرئيسين السابقين أندرو جونسون وريتشارد نيكسون.
    أضف تعليق

    رسائل الرئيس للمصريين

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    تسوق مع جوميا

    الاكثر قراءة

    إعلان آراك 2