مشروعات عملاقة وجوائز عالمية

فى الوقت الذي يشهد فيه العالم ارتفاع درجة التوتر فى العديد من مناطقه المختلفة، فى ظل حرب إعلامية تدور رحاها وتتباين تصريحات مسئولي الدول الكبرى فيها خاصة ما يتعلق بالأزمة الروسية الأوكرانية، وفي ظل التغير الكبير الذي تشهده أوروبا عقب نتائج انتخابات فاز فيها اليمين ليصبح فى صدارة المشهد منذرًا بتحول كبير للسياسة الأوروبية خلال المرحلة القادمة.


ومع مواصلة تطورات الأوضاع فى المحيط الهادي ومناطق بحر الصين الجنوبي.

وارتفاع حدة الأحداث فى الشارع الإيراني، وسط ترقب شديد لتطورات ما يحدث هناك، ومع تنامي حدة الأزمة الاقتصادية العالمية، تبقى الدول الأكثر استقرارًا هي الأقدر على أن يكون لها مكان بارز فى المشهد العالمي الذي يتشكّل لقيادة العالم خلال المرحلة القادمة.
وتظل الدول غير المستقرة هي الأقرب إلى التفتت والتقسيم والضعف رغم ما تمتلكه من قدرات.
فالعديد من الدول لا تزال تحت وطأة التوتر والانقسامات الداخلية وعدم القدرة على استعادة بناء مؤسساتها الوطنية، فتنازع فصائلها السياسية على حساب الوطن، وتندفع على المنحدر كما تندفع كرة الثلج لتصل إلى المصير المحتوم (التقسيم)، ما لم تجد من يوقف تلك الكرة عن التضخم ويعيد التوازن للأوضاع الداخلية فى تلك البلدان، وتبدأ التحرك فى اتجاه إعادة بناء الدولة.
وما يحزنني أن دول المنطقة العربية من أكثر مناطق العالم تأثرًا بتلك الحالة فى ظل وجود أكثر من نصف الوطن العربي يعاني عدم الاستقرار وتضربه الأزمات سواء من داخل الدول أو محيطة بها.


(1)


تظل الشعوب هي حجر الزاوية ووعيها هو الصخرة التي تتحطم عليها أي محاولة لضرب استقرار أوطانها.
فالدول المستقرة هي الأكثر قدرة على العمل والإنتاج والبناء والتقدم، وهو ما فعلته الدول المتقدمة عندما أرادت شعوبها أن تنتقل بأوطانهم إلى ركب التقدم والنمو.
إنها إرادة الشعوب أقوى أسلحة بناء الدول، فقد استطاع الشعب المصري بإرادته القوية وإيمانه بوطنه أن يحقق العديد من الإنجازات خلال السنوات الماضية، بشهادة المؤسسات الدولية، فى ظل منطقة تعصف بها رياح التوتر، وتضربها الأزمات بقوة.
فالدول المستقرة هي الأكثر قدرة على تحقيق الإنجاز، وهو ما نجحت فيه مصر خلال الفترة الماضية.

الأســــــبوع الماضـــــــي أعلنـــــــت مؤسســـــــة، "Engineering News - Record " العالمية الأمريكية للاستشارات الهندسية (ENR) نتيجة مسابقتها العالمية لأفضل وأرقى المشروعات والإنشاءات الهندسية على مستوى العالم للعام ٢٠٢٢، ضمت القائمة 34 مشروعًا فى 18 دولة على مستوى قارات العالم لتفوز مصر بـ 5 مشروعات منها.

لمن تكون تلك المرة الأولى، لتكون المشروعات المصرية المنفذة خلال الثماني سنوات الأخيرة بين قوائم الفائزين.

دعونا نتوقّف أولاً عند القطاعات التي يتم اختيار المشروعات المشاركة فيها لتشمل 19 قطاعًا منها (المطارات والموانئ، الجسور والأنفاق، التعليم والبحث العلمي، بيئي، المشروعات الخضراء، المباني الحكومية، الرعاية الصحية، الصناعة، السكك الحديدة، الطاقة، الترميم، السكن، الطرق السريعة، الرياضة، والمياه والصرف الصحي).

وقد استقبلت مؤسسة (ENR) بيانات لمشروعات مختلفة من 145 دولة فى مختلف القطاعات.

وقامت لجنة من قدامى المتخصصين فى الاستشارات الهندسية على قراءة وتحليل البيانات والأرقام التي تم استلامها لأفضل المشاريع، وفق مجموعة من المحددات التي وضعتها اللجنة منها التحديات والمخاطر التي واجهت المشروعات فى التصميم والبناء وكيفية التغلب عليها والمدة الزمنية للمشروع، والالتزام بالمواصفات القياسية العالمية ومقاييس الجودة العالمية.

كما درسوا كيف يفيد المشروع المجتمع المحلي أو صناعة البناء، وكان للجنة حرية التصرف فى تحديد أفضل الاختيارات كفائزين بأفضل المشاريع العالمية فى مجموعة متنوعة من الفئات، واختيار الفائزين بجائزة الاستحقاق حسب الضرورة.

جدير بالذكر أن أهمية المؤسسة الأمريكية، (E N R) ترجع إلى كونها من أكثر الدوريات الموثوق بها فى صناعة الإنشاءات على مستوى العالم، حيث تقدم بشكل سنوي تصنيفًا حول أفضل المشروعات على مستوى العالم.
وفى ديسمبر المقبل سيتم الإعلان عن أفضل مشروع عالمي لعام 2022.


(2)


جاءت المشروعات الفائزة من مصر لتؤكد أن الدولة المصرية تسير على الطريق الصحيح، فما حدث هو شهادة دولية للمشروعات التي تم إقامتها وفق المقاييس العالمية وفى فترة زمنية قياسية.

أفضل مشروع نقل فى العالم «محطة عدلي منصور التبادلية».
فهي تعد أكبر محطة مركزية تبادلية فى الشرق الأوسط، وبها 5 وسائل مختلفة للنقل الجماعي وتعد نقطة التقاء لكل محافظات الجمهورية وبها وسائل نقل إلى كل المحافظات، حيث تتصل بكل الطرق والمحاور الرئيسية.
وتغطي المحطة مظلة عملاقة على هيكل معدني من الحديد بمساحة 24 ألف متر مربع مغطاة بالزجاج المقاوم للعوامل الجوية والألومنيوم استخدم بها حوالي 2700 طن من مواسير الصلب وترتكز على 50 من الأعمدة الخرسانية الدائرية، ويصل ارتفاع الواجهة الزجاجية للمحطة التبادلية إلى 19 مترًا، كما يوجد ساحة تبادلية داخلية تربط بين محطتي القطار الكهربائي ومترو الأنفاق بمساحة 7 آلاف متر مربع وكوبرى رابط بين المحطتين بطول 21 مترًا وعرض 18 مترًا لتسهيل انتقال الركاب بطريقة سلسة ومباشرة من محطة إلى أخرى، والمجمع مزود بأحدث أنظمة المراقبة والصوتيات ومكافحة الحريق.

أفضل مشروع ثقافي فى العالم مركز مصر الثقافى الإسلامي، والذي تم تنفيذه تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.

وهو يتوسط قلب الحي الحكومي بالعاصمة الإدارية الجديدة، على هضبة بارتفاع 24 مترًا، به مسجد مصر والذي تبلغ مساحته 19100 متر مربع ويحتوي على 3 مداخل رئيسية يعلوها قبب إسلامية، بالإضافة إلى مدخل خدمي رابع.
يتكون المسجد من صحن الصلاة بمساحة 9600 متر مربع ويسع 12000 مصلٍ يعلوه قبة إسلامية رئيسية بقطر داخلي 29.5 متر، و6 قاعات تبلغ مساحة القاعة الواحدة 350 م2 وتعلو كل منها قبة إسلامية كما أن للمسجد فراغات خدمية مختلفة.
يبلغ عدد المصلين بالساحة العلوية: 40 ألف مصلٍ.
يبلغ عدد المصلين بالساحة السفلية: 55 ألف مصلٍ.
يبلغ إجمالي عدد المصلين 107 آلاف مصلٍ.
وفاز مشروع ترميم «تجديد وتطوير متحف محمد محمود خليل» بجائزة الاستحقاق كأفضل مشروع ترميم على مستوى العالم.

أفضل مشروع للطاقة والصناعة فى العالم، «محطة رياح رأس غارب بخليج السويس».

تنتج محطة رأس غارب الهوائية أكثر من ألف ميجاوات فى العام، لتزويد أكثر من 350 ألف منزل باحتياجاتهم من الكهرباء، وتوفير حوالي 550 ألف طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
لتتوافق مع رؤية مصر فى مواجهة التغيرات المناخية والحد من التلوث والانبعاثات الناتجة عن استخدام الوقود الأحفوري.
وأبرز أهداف المحطة هو تعظيم الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة فى إطار تحقيق استراتيجية القطاع، التي تهدف إلى الوصول بنسبة الطاقة المولدة من الطاقة المتجددة إلى 20% من إجمالي الطاقة.

أفضل مشروع بيئي فى العالم «مشروع تطوير قرى توشكى الجنوبية»، والذي يأتي ضمن مشروعات مبادرة حياة كريمة.

لم تكن تلك الجوائز فقط هو ما حصدته مصر الأسبوع الماضي من نجاحات، لكن جاء إهداء اللجنة الدولية للأولمبياد الخاص الدولي للرئيس عبد الفتاح السيسي جائزتها الدولية» بمثابة نجاح جديد للدولة المصرية فتلك الجائزة تعد من أرفع الجوائز التي يتم منحها للملوك والرؤساء وأصحاب الأيادي البيضاء على رعاية فئة ذوي الاحتياجات الخاصة وتقديرًا لما يقدمه الرئيس من دعم لهم.
وخلال الأسبوع الجاري يعقد رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، مؤتمرًا صحفيًا عالميًا حول تفاصيل وأجندة المؤتمر الاقتصادي المقرر عقده خلال الفترة من 23 وحتى 25 أكتوبر الجاري، والمحاور العامة التي سيتناولها المؤتمر والتي منها وثيقة سياسة ملكية الدولة وتوطين الصناعة والاهتمام بالتصنيع المحلي وتداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية.
ما سبق لم يأت من فراغٍ لكنه كان نتاج وعي الشعب وإيمانه بوطنه وثقته فى قيادته وعمله المتواصل واستقرار الدولة، وهو ما لم يتحقق لدول أخرى ضربتها أحداث 2011 ثم لم تستطع إعادة الاستقرار إليها.
ففي الوقت الذي تحقق فيه مصر تلك الإنجازات، لا تزال هناك دول لم تستطع أن تستعيد مؤسساتها أو تشكل حكوماتها.
ولم تكن تلك هي المرة الأولى التي تحصل فيها مشروعات مصرية على تلك الجائزة العالمية، بل حصل فى العام الماضي مشروع محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر على جائزة أفضل مشروع على مستوى العالم فى الأعمال الإنشائية.

الوزير والثانوية العامة

هذا الأسبوع تبدأ الدراسة بكل المراحل التعليمية، ومن المفترض أن يكون هناك انتظام فى العملية التعليمية، وقد تحدّث الوزير عن أن الوزارة تدرس مقترحًا بعودة التحسين للثانوية العامة، لكن بحسب التصريحات ليس كما كان فى السابق، وينص المقترح على أن يكون التحسين فى كل المواد على ألا يكون الطالب استنفذ مرات الرسوب، وهو مقترح لا أظنه جديدًا لأنه كان معمولاً به حتى أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، الأهم من ذلك هل ستتم العودة بشكل حقيقي للمدارس لتقوم بدورها فى بناء العقل والوعي لأبنائنا الذين هم فى مرحلة دقيقة من بنيانهم الفكري؟!
أعلم أن هناك تحديات كثيرة تواجه مشروع تطوير التعليم، لكن عودة التلميذ للمدرسة مرهونة بعودة العملية التعليمية إليها فى كل المراحل بشكل كامل وبدون خلل.
وهذا هو الدور الأساسي الذي يجب أن تعمل الوزارة عليه.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2