انطلقت فعاليات الأسبوع الثقافي الرئيسي من مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) في القاهرة مساء السبت، تحت عنوان: "آداب المسجد"، في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف.
وبحسب بيان صحفي صدر عن الوزارة، فقد حاضر في الفعاليات الدكتور خالد صلاح الدين مدير مديرية أوقاف القاهرة، و الشيخ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وقدم لها الدكتور أحمد القاضي المذيع بإذاعة القرآن الكريم، وكان فيها قارئا القارئ أحمد نعينع، ومبتهلا المبتهل شريف عبد المنعم، وبحضور الدكتور محمود خليل وكيل مديرية أوقاف القاهرة، وجمع غفير من رواد المسجد.
وأكد الدكتور خالد صلاح الدين - في كلمته - أن المساجد أصبحت منارة دعوية وثقافية وملاذا آمنا للشباب بفضل الأنشطة الدعوية المتنوعة لوزارة الأوقاف، مشيرا إلى أن المساجد هي أفضل الأماكن والبقاع في الأرض، وأكثرها عظمة وتشريفا، لأن الله (عز وجل) شرفها بنسبتها إلى نفسه تعالى، حيث يقول سبحانه : "وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ"، فعظمة الشيء تظهر بما يُنسب إليه، فيجب على المسلم تعظيم الله تعالى ومن وسائل تعظيم الله تعظيم شعائره، حيث يقول تعالى : "ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ".
وأفاد بأن من علامات حب العبد لله تعالى حبه لمساجده وتعلق قلبه بها، يقول النبي (صلّى الله عليه وسلم): "أحبُّ البِقاعِ إلى اللهِ المساجد"، كما أن الصلاة بالمسجد يزداد ثوابها ويضاعف، والذهاب للمسجد يرفع الدرجات ويمحو الذنوب، يقول النبي (صلى الله عليه وسلم) : "صَلاَةُ الرَّجُلِ فِي الجَمَاعَةِ تُضَعَّفُ عَلَى صَلاَتِهِ فِي بَيْتِهِ، وَفِي سُوقِهِ، خَمْسا وَعِشْرِينَ ضِعْفا، وَذَلِكَ أَنَّهُ: إِذَا تَوَضَّأَ، فَأَحْسَنَ الوُضُوءَ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى المَسْجِدِ، لاَ يُخْرِجُهُ إِلَّا الصَّلاَةُ، لَمْ يَخْطُ خَطْوَة، إِلَّا رُفِعَتْ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ، وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ".
وأشار إلى أن ديننا الحنيف يُرغب في عمارة المساجد وبنائها وتشييدها، ورتَّب على ذلك ثوابا عظيما وأجرا كبيرا فقال سبحانه: "إِنَّما يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ باللهِ واليَوْمِ الآخرِ وأَقَامَ الصَّلاةَ وآتَى الزَّكاةَ ولَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللهَ فَعَسَى أُولئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ المُهْتَدينَ"، وقال سيدنا رسول اللَّه (صلى الله عليه وسلم) : "مَنْ بَنَى مَسْجِدا لِلَّهِ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ أَوْ أَصْغَرَ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتا في الْجَنَّةِ".
وأوضح بعضا من آداب المسجد، ومنها : أن الإنسان يجب عليه أن يلتزم السكينة والوقار بالمسجد احتراما لقدسية هذا المكان، وأن نجنب هذه المساجد بيعنا وشراءنا، فالمساجد للذكر والعبادة والتسبيح، يقول تعالى : "فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ"، قال أهل العلم : إن هذه الآية شملت أحكام المساجد، فحقها أن ترفع وعلى من يدخلها أن يذكر الله فيها بالغدو والآصال.
من جانبه قدم الشيخ خالد الجندي - في كلمته - الشكر لوزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، قائلا إن " وزارة الأوقاف تحمي حمى الإسلام ولم تدخر جهدا في الحفاظ على الأوطان من خلال نشر صحيح الدين ونشر الفكر الوسطي المستنير"..موضحا أن المساجد بيوت الله (عز وجل)، وهي واحة الأمن والأمان، وإليها يهرع الملهوف وتقضى حوائج السائلين، وبناؤها وإعمارها سبب لدخول الجنة.
وأشار إلى أنه يجب على المسلم قبل أن يأتي إلى المسجد أن يخلص النية لله، وأن يفرغ قلبه من شواغل الدنيا وعوالقها، فلابد من مراجعة النفس والحذر من الرياء فإنه يحبط العمل، منوها إلى أن نور الله موجود في المساجد يعطيه لعمارها وزوارها فيعطيهم ويهديهم أعظم الهدايا وهي القبول، والتوقير، والتوفيق، فشرفت المساجد لأن الله أضافها لنفسه وعظمة الشيء من عظمة المضاف إليه قال تعالى: "وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدا"، موضحا أن المساجد من أعظم نعم الله على عباده لذا أمر أنبياءه بعمارتها وطهارتها، قال تعالى: "وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ".
وأكد أن نظافة المسجد من العبادة، فالطهارة شرط لصحة الصلاة وقد حث الإسلام على النظافة، داعيا الجميع إلى الإسهام في نظافة المسجد، مبينا أن هذا شرف ورفعة قدر عند الله، مشيرا إلى أنه على المصلين نشر الروائح الطيبة بالمسجد وعدم بث الروائح الكريهة، لأن هذا يتنافى مع تعاليم الإسلام، فالإسلام دين النظافة.