دعت جامعة الدول العربية، إلى ضرورة تعميق الحوار بين الثقافات والأديان بروح من الاجتهاد الخلاق، وتعبئة القدرات من أجل عمل فكري مقدام ضد من يعمد لتشويه صورة الإسلام بالاستكانة بنظرة جامدة، أو أولئك الذين يحاولون تسخيره في حسابات انتخابية توظف خطابات الكراهية والتحريض والإقصاء.
جاء ذلك في كلمة السفير أحمد رشيد خطابي الأمين العام المساعد المشرف على قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية، في الجلسة الافتتاحية لمجموعة الرؤية الاستراتيجية بين روسيا الاتحادية والعالم الإسلامي والمنعقدة في جدة بالمملكة العربية السعودية.
وقال السفير خطابي إن "تكاثف جهودنا وتناسق مبادراتنا، من دول ومنظمات ونخب دينية وفكرية وإعلامية واقتصادية، وفق رؤية منسجمة ومتماسكة، عامل أساسي في الدفع بهذا الحوار خدمة للسلم والأمن، ونزع فتيل التوترات وإخماد الصراعات، وتعزيز ثقافة الانفتاح على الآخر، والتصدي للسلوكيات الإرهابية والنزعات المتطرفة، تمشيا مع القيم الكونية المتعارف عليها وتعاليم ديننا السمحة القائمة على الاعتدال والوسطية والحق في الاختلاف".
وأضاف أنه من منطلق هذا المنظور التكاملي، فإن جامعة الدول العربية تدعم جهود هذه المجموعة لتحقيق أهدافها النبيلة في إرساء مقومات شراكة وثيقة بين روسيا والعالم الإسلامي، مثمنا تصوراتها وخلاصاتها القيمة على امتداد الدورات الماضية منذ 2006، كما تؤكد الجامعة العربية إرادتها الراسخة لبلورة مزيد من المكاسب الملموسة في نطاق مسار التعاون العربي - الروسي على هدي خطط عمل مشتركة طموحة بما فيها مشروع الخطة 2021 - 2023 المزمع اعتمادها خلال الدورة المقبلة لهذا المنتدى بمراكش.
وأكد أن نجاح هذا العمل الجماعي يظل رهينا، في المقام الأول، بتعزيز جسور الثقة بعيدا عن الأحكام المسبقة وبالتحرر من رواسب الماضي، والتوجه بإرادة واثقة لمواجهة المخاطر التي تواجه الجميع على مختلف المستويات بما فيها التغير المناخي ومواجهة الجوائح العابرة للحدود.
وأشار إلى أن المخلفات والانعكاسات المؤلمة لجائحة كورونا شكلت اختبارا صعبا للضمير الإنساني وأثرت على الكثير من المفاهيم والمقاربات، ونظم التدبير على المستويات الوطنية والدولية، وأظهرت ضرورة بروز تضامن إنساني حقيقي لتجاوز مثل هذه الأوضاع الاستثنائية، وذلك بدءا بتدعيم منظومة العمل المتعدد الأطراف، وتحقيق تماثل أكبر مع انشغالات البلدان الأقل نموا، وخاصة في الفضاء الآفرو - آسيوي.
ونقل السفير خطابي، تمنيات الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، لهذه الدورة بأن تكون لبنة جديدة وخطوة موفقة على طريق الارتقاء بالعلاقات بين روسيا والعالم الإسلامي، وهى العلاقات التي تتسم بتواصل تاريخي وتفاعل إنساني وروحي وحضاري والتي شهدت مع بداية هذه الألفية تطورا مهما بعد منح الاتحاد الروسي عضوية صفة مراقب في المنتظم الإسلامي بما في ذلك إطلاق هذا الحوار الاستراتيجي .