أكدت وزيرة البيئة دكتورة ياسمين فؤاد على أن الحوار الوطني القائم حالياً نسعى من خلاله وضع الانسان او المواطن على رأس هذه القضية، واشراك كافة فئات المجتمع من المرأة والشباب والأطفال والخبراء والبحث العلمي والقطاع الخاص والبنوك والمجتمع المدني والحكومة بحيث يؤدى كل منا دوره ويأتى أهمية ذلك قبل استضافة مصر لمؤتمر التغيرات المناخية، مشيرة أنه تم البدء برفع الهيكل المؤسسي لقضية التغيرات المناخية ليكون رئيس المجلس الوطني للتغيرات المناخية هو دولة رئيس الوزراء لإحداث حوار على مستوى متخذى القرار لخلق حالة توازن بين ملف تغير المناخ والملف الاقتصادي والاجتماعي، مضيفة أنه تم العمل على إعداد اول استراتيجية وطنية لتغير المناخ حتى 2050 متضمنة الأبعاد الخاصة بالتكيف والتخفيف والتمويل والحوكمة والبعد الخاص بالبحث العلمي ويأتى دور المعهد القومى للتخطيط من هذا الجانب بحيث يصبح شريكا معنا.
وأضافت وزيرة البيئة أننا نقوم على دراسة لتأثير تغير المناخ فى مصر وتحليل للوضع الراهن لآثار تغير المناخ لجمهورية مصر العربية على المسار والمستوى الاقتصادى والاجتماعي مضيفة ان مصر من اوائل الدول على مستوى المنطقة العربية فى ذلك، ومؤكدة عل أهمية النظر فى الإسراع من وتيرة اجراءات تغير المناخ والذي يعود على تحقيق اجراءات الاستدامة واهداف التنمية المستدامة.
وأكدت وزيرة البيئة أن قضية تغير المناخ تتقاطع مع كافة مناحى التنمية على المستوى الوطني ومجابهة تغير المناخ هى قيمة مضافة فى إطار تنفيذ الاستراتيجيات الوطنية للتنمية المستدامة وتنفيذ الالتزامات الخاصة بأهداف التنمية المستدامة الأممية، مشيرة أنه مع البدء فى إعداد الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ تم وضعها فى اطار الاستراتيجية المصرية رؤية مصر 2030 والربط بين أهداف الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050 والأهداف والمحاور الموجودة فى استراتيجية التنمية المستدامة 2030 ، والخطا الذي يحدث من الدول النامية بشكل عام هو عدم اتفاق واتساق السياسات والاستراتيجيات على المستوى الوطني وهو ما يقلل من المخرجات التى تسعى اى دولة لجني ثمار التنمية منها وضياع بذل جهود الدول على تنفيذ مشروعات قومية.
واضافت وزيرة البيئة أنه فيما يخص مؤتمر تغير المناخ COP27 ونحن على مشارف استضافة هذا الحدث العالمي والذي يعد اكبر المؤتمرات للتعاون متعدد الأطراف على مستوى الأمم المتحدة من حدة التفاوض والمناقشات والتوصيات بين الدول المتقدمة والدول النامية وكيفية ترجمة الالتزامات فى اتفاق باريس لتوصيات، مشيرة أن هناك شقين لهذا المؤتمر أحدهما خاص بالمسار التفاوضى الرسمي والخروج بتوصيات مؤتمر جلاسكو وهناك شق غير رسمي وهو ما يحظي باهتمامنا حيث نسمي مؤتمر تغير المناخ COP27 مؤتمر التنفيذ بعد الانتهاء من مرحلة تحويل صياغات اتفاق باريس إلى خطة عمل بانتهاء مؤتمر جلاسكو لمؤتمر التنفيذ، مبدية أملها بالإتيان بكل المشروعات على مستوى العالم والتى تم تنفيذها على مستوى المجتمعات المحلية والحكومات المركزية كمشروعات قومية وعلى مستوى القطاع الخاص وعرضها للعالم كنموذج يمكن من خلاله للعالم معا الوصول لفكرة مواجهة تغير المناخ إذا تم الإسراع من وتيرة تنفيذ هذه المشروعات.
وأضافت وزيرة البيئة ان هناك قضية لم يتم التعرض اليها خلال المؤتمرات السابقة خاصة بالبعد الإنساني باعتبار أن مؤتمرات ال COP مسارا سياسياً فنياً يصحبه مجموعة من المباردات الدولية تحدث زخما والعمل على تمويل وتنفيذ تلك المبادرات سواء فى الزراعة او الأمن الغذائي او لطاقة ، مضيفة أن توجيهات فخامة رئيس الجمهورية أكدت على أهمية دمج الشباب فى مؤتمر المناخ ويكون لهم اجراءات واضحة يمكن من خلال المؤتمر عرضها.
وأوضحت وزيرة البيئة أن فكرة الحوار الوطني الذى تم اطلاقه من مدينة شرم الشيخ والذي سنقوم به فى جميع محافظات الجمهورية قائمة على رفع الوعي والحديث مع المواطنين واخذ مقترحاتهم وافكارهم وخلق رسالة قوية ومختلفة للعالم ان جمهورية مصر العربية شعبها وفئاتها تتحدث وتضع اجراءات للتصدى لآثار تغير المناخ، مضيفة أننا نعمل على وجود ممارسات جيدة والتكاتف للتصدي لاثار تغير المناخ وكل ممارسة للفرد ستحدث فارقا فى هذه القضية باعتبارها قضية حياة او موت.
وأشارت وزيرة البيئة خلال كلمتها أن آخر تقرير للهيئة الدولية الحاكمة يتحدث عن أن افريقيا منذ عام 1960 وحتى الان فقدت 34% من الإنتاجية الزراعية لديها، والاطفال المولودين حالياً يواجهون نوبات حادة تساوى 7 اضعاف الاطفال المولودين فى عام 1960 والفيضانات 3 أضعاف.
وتابعت وزيرة البيئة أن تلك الأرقام بحاجة الى ترجمة لإجراءات ليست للحكومة والقطاع الخاص والبنوك وفقط ولكن على المواطن دور وإدراك لحتمية هذه القضية على حياته وحياة اولاده، مشيرة أن الدولة المصرية قامت بمشروعات مختلفة بالطاقة الجديدة والمتجددة وتحلية مياه البحر واعادة استخدام مياه الصرف الصحي وتبطين الترع وحماية الشواطئ.
وفى ختام كلمتها أبدت وزيرة البيئة ترحيبها وفتح الباب أمام انضمام ومشاركة أفراد المعهد فى الحوار والاستفادة من الأفكار والمقترحات والابحاث الخاصة بهم.
وجاءت هذه الكلمة خلال الجلسة الختامية للمؤتمر الدولي بمعهد التخطيط الدولي والتي كانت تحت عنوان"التغيرات المناخية والتنمية المستدامة "