كلام مليان فى الفضاء !

كلام مليان فى الفضاء ! الفضاء الخارجى

كنوز أكتوبر22-9-2022 | 20:24

مع عالم الفضاء المصرى فاروق الباز تحس أنك تجلس مع أحد الحشاشين الذين ما تزال عندهم قدرة عجيبة على التفكير المنطقى وذكر الأرقام وموضع كل شىء على سطح القمر والمريخ، فقديما كان الناس يرون أن القيامة سوف تقوم ولن تقعد إذا طار الحديد، وطار الحديد ودار حول الأرض وحول القمر، ونزل فوق القمر وعاد من القمر، ونزل على المريخ وما يزال يعمل، ولم نتمكن من استعادته بعد..

أما الاختراع الجديد فهو سفن مصنوعة من الطين الذى يتحمل درجات الحرارة التى تصل إلى 5000 مئوية فيتآكل ثم نعيده إلى الأرض ليمكن استخدامه مرة أخرى، فالتجربة الجديدة هى إطلاق "المكوك الفضائى" أو "المتنقل الفضائى" كما يسميه فاروق الباز وهذا "المتنقل الفضائى" سوف يضعونه على ظهر طائرة نفاثة ترتفع به إلى أعلى.. ثم ينطلق من فوقها ليدور حول الأرض يومين أو ثلاثة ثم يعيدونه إلى الأرض ليستخدموه مرة أخرى..

وسوف يكون د. فاروق الباز هو أول عالم عربى يركب هذا المتنقل الفضائى سنة 1982 وهو ليس فى حاجة إلى أن يقوم بالتجارب العنيفة التى يجرونها على رواد الفضاء الآخرين من وضعه تحت ضغوط عالية وإلقائه فى الماء البارد والساخن.. وتركه عاريا تماما تحت أشعة الشمس وفى مواجهة أجهزة التكييف ليصبح قويا على مواجهة كل الظروف الطارئة فى سفن الفضاء، لأن السفينة الجديدة، سوف تكون مريحة كالطائرة تماما.. وكل ما سوف يفعله هو ربط حزام المقعد والامتناع عن التدخين!

أما المعلومات التى تتلقاها سفن الفضاء عن العالم الخارجى فهى دقيقة جدا، ولكن تفسيرها ما يزال شيئا صعبا، مثلا ذلك الصندوق الذى لا يزيد حجمه عن حجم علب الأحذية وثمنه خمسون مليونا من الدولارات ويضم ما يعادل جميع معمل البحث العلمى فى مصر، فهو يرسل المعلومات الكثيرة وطول الوقت، ولكن كل هذه المعلومات مشكلة: فليس لها أى تفسير علمى واضح، وقد اختلف فيها العلماء تماما، بل إن بعض المعلومات هكذا: التراب يرتفع بلا سبب ويظل عالقا فى الهواء بلا سبب.. الجليد درجة حرارته مائة مئوية.. كيف يكون جليدا يغلى.. الشمس إذا طلعت انخفضت درجة حرارة الأحجار وذابت المعادن العالقة بها.. الرياح تهب بصورة متقطعة.. وفى كل مرة تهب الرياح تكون على شكل موجات: واحدة باردة جدا والموجة الثانية حارة جدا.. هناك ظلال كثيفة رغم عدم وجود أية سحب.. ورغم عدم وجود أية كائنات أخرى.. السماء لونها بنفسجى.. ثم يتغير اللون البنفسجى فجأة فيصبح أحمر دمويا رغم أن الشمس ما تزال فى موضعها من المريخ..

كوكب المريخ

ومعنى ذلك: أننا لا نجد معنى واحدا لكل هذا الذى يحدث على المريخ..

ومعنى ذلك: أن هناك قوانين أخرى لا نعرفها، لأن ما لدينا من قوانين قد استخرجناها من مشاهدة ما يجرى على الأرض.. ولكن أرضنا تختلف عن المريخ، ولذلك فعلومنا ونظرياتنا ليس لها أى معنى هناك.. ولا بد أن النظريات أو القواعد التى تسير عليها الطبيعة الجامدة والطبيعة الحية فى المريخ تختلف أشد الاختلاف عنا..

أو بعبارة أخرى نحن أمام كوكب يتكلم لغة أخرى لا نعرفها ولا نفهمها.. تماما كما تجلس أنت مع إنسان صينى، لا أنت تعرف لغته، ولا هو يعرف لغتك.. وإن كنت إنسانا مثله تماما!

والعلماء الأمريكان فى دوخة وفى حيرة لا أول لها ولا آخر.. أو.. لها أول فى المريخ ولها آخر على الأرض.

وأحدث ما استراح إليه العلماء هو: أننا أمام لغز، وأننا كنا مستريحين قبل أن نرسل هذه المعامل الفضائية إلى المريخ.. فلابد أن هناك نوعا عجيبا من الحياة يختلف عن الحياة على الأرض، ونوعا من الكائنات لا يشبه الكائنات الأرضية، وهذا طبيعى، فكل بيئة تخرج كائنات أخرى تعيش معها وتعيش عليها.. تماما كما أن الأسماك تعيش فى الماء، والطيور تعيش على الأرض وفى الهواء.. فكذلك هناك أنواع من الحياة نجهلها تماما، تعيش على كوكب المريخ، ولا نعرفها، ولا ندرى كيف نعرفها..

أو بعبارة أبسط نقول: إن جدول الضرب عندما يقول 3 × 3 = 9 وفى المريخ يقول 3 × 3 = 7 أو لا توجد معادلة اسمها 3 × 3 = 000 وإنما توجد مثلا 3 = 7 = 3 × 7 = 3.. شىء غريب عجيب!

الأطباق الطائرة

سؤال للدكتور فاروق الباز والإجابة والمعلومات التالية كلها من عنده هو.. وعلى مسئوليتنا نحن الإثنين: إذن هناك ما يبرر الكلام عن الأطباق الطائرة التى تجىء من كواكب أخرى.. أو من حضارات أخرى..

لماذا تجىء؟ لا نعرف.

ما هى؟ لا نعرف..

هل هى أسلحة سرية يطلقها الأمريكان على الروس، والروس على الأمريكان؟ لا نعرف..

إن الدوسيه الضخم الفخم الذى سجل فيه رواد السفن أبولو 9 وجيمنى 7 و أبولو 16 و أبولو 17 و أبولو – سيوز، إذا نشر فسوف يقول الناس إن الأمريكان جماعة من الحشاشين وإن علماء الفضاء جماعة من المساطيل.. وإن هذه الرحلات من أولها لآخرها ليست إلا تخريفا لا علاقة له بالعلم.. وإن هناك مؤامرة مجنونة شاركت فيها الصحف الأمريكية ومحطات التليفزيون والمتابعة الأرضية..

فقد رأى رواد الفضاء أشياء غريبة فى الفضاء الخارجى، وحار العلماء فى تفسيرها..

فأحد الرواد اتصل بالمحطات الأرضية يطلب إليهم أن يرصدوا هذا الجسم الأسطوانى الذى يقترب من سفينته.. فطلبوا إليه أن يصفه بدقة فقال: أسطوانة ناعمة طويلة.. ملاصقة لسفينة لونها رمادى لامع.. ليس لها نوافذ.. أحيانا أجدها أمامى.. وأحيانا تحتى.. وأحيانا فوقى.. وكلما اقتربت أحدثت ارتباكا فى الأجهزة..

وترد عليه محطات المتابعة الأرضية: إننا لا نستطيع أن نسجل ذلك، حاول أن تصورها..

ولا يكاد يمسك الكاميرا لتصويرها حتى تكون قد اختفت..

وتحاول المحطات الأرضية متابعتها أو رصد حركتها، ولكنها لا تستطيع..

رائد فضاء آخر اتصل بمحطات المتابعة الأرضية يقول: ما هذا؟

فيردون عليه: مالك!

كرة بيضاء باهرة ورائى.. ما هذا؟

لا نراها.

حاولوا..

لا نستطيع.. صفها لنا..

كرة.. كأنها شمس صغيرة.. تقترب من السفينة.. ولا أستطيع أن أراها بوضوح لأن الضوء المنبعث منها باهر لدرجة أننى عندما وضعت منظارى الأسود أحسست كأن ضوءها قد اقتلع عينى!.. إننى لم أعد قادرا على الرؤية..

ولكننا لا نراها.. حدد موقعها..

إنها فوق السفينة فى الشرق بارتفاع 38 درجة.. إنها الآن بارتفاع 45 درجة.. إنها تحت السفينة.. إنها أمامى..

صفها أكثر.. لا تضطرب.. لا تخف..

إنها الآن ضوء هادئ مستدير.. ليس له إشعاع.. أميل إلى اللون الأصفر الأخضر.. إنه فى حجم السيارة الصغيرة..

حاول أن تلتقط لها صورة بسرعة..

وعندما حاول أن يلتقط لها صورة اختفت تماما!

رائد من رواد أبولو 17 اتصل بمحطات المتابعة الأرضية يقول: ورائى أجسام كثيرة لامعة.. تشبه الأسماك فى حوض من الزجاج.. لا أعرف ما هذا.. هل فى السفينة أى خلل..

قالوا له: السفينة جيدة.. وكل أجهزتها تعمل بمنتهى الدقة.. حاول أن ترى أوضح..

إن السفينة تشبه الحوت.. وهذه الأجسام تشبه القراميط التى تتابع الحوت.. إن عددها يفوق العشرين أو الثلاثين.. وكلها تعلو وتهبط وتقترب.. إنها الآن تحيط بالسفينة من كل الاتجاهات.. ولكنى لا أستطيع أن أحدد شكلها.. فهى لامعة فقط.. ولونها أقرب إلى الرمادى اللامع.. وليست لها محركات.. أو لعلها تدور حول نفسها بسرعة هائلة.. لا أعرف بالضبط.. حاولوا رصدها..

ليس ليها أثر على شاشة الرادار هنا.. إننا لا نعرف كيف نرصدها.. اطلب من زميلك أن يراها أيضا.. ويقترب الزميل ليراها وليكرر نفس الكلام.. ولكن شاشات الرادار فى محطات المتابعة الأرضية ولا تسجل شيئا..

سطح القمر

أما الذى يحدث على سطح القمر فهو شىء عجيب.. فكل سفن الفضاء التى دارت حول القمر رأت شيئا واحدا، على الجانب المظلم من القمر..

فعلى هذا الجانب وجدوا برقا هائلا، وحددوا مكانه، ولكن محطات المتابعة لم تعرف لذلك سببا، فلا يمكن أن يكون برقا، لأن البرق يجىء من الشحنات الكهربية الموجودة فى السحب حول الأرض.. والقمر ليست له سحب لأنه لا يوجد ماء أو بخار ماء..

ولكن ظاهرة البرق أو ظاهرة الضوء الباهر الهائل قد سجلها جميع رواد الفضاء وفى أماكن متقاربة على الجانب المظلم من القمر.

أما أجهزة رصد الزلازل على سطح القمر، فلم تسجل أى اهتزاز من أى نوع..

وفى إحدى المرات قال أحد رواد الفضاء إن ظاهرة البرق هذه تشبه تماما "انفجارا ضوئيا" – إذا صح هذا التعبير – فقد أضاء الجانب الآخر من القمر كله مرة واحدة ولوقت قصير.. وفى إحدى المرات تكرر هذا الضوء الباهر وبصورة أقوى وأعنف حتى إن رائد الفضاء ظل عاجزا عن الرؤية لبعض الوقت، وقد شكا ذلك لمحطات المتابعة الأرضية فنصحوه أن يضع بعض القطرة فى عينه لبعص الوقت.. ثم عاد فأعلن أنه ما يزال عاجزا عن الرؤية.. وطلب إليهم أن يتولوا هم قيادة السفينة.. واستدعاء زميله الذى يمشى على سطح القمر..

وهنا فى القاهرة جلست مع د. فاروق الباز ورواد سفينة أبولو – سيوز فى فندق مريديان، وسمعت من أحد الرواد أنه رأى شيئا عجيبا فقد كان يقوم برحلة تجريبية بإحدى الطائرات وعلى ارتفاعات شاهقة وقرر الهبوط فى أحد المطارات العسكرية، فاتصل ببرج المراقبة، وقال إنه لا يستطيع أن يهبط بسهولة لأن إحدى الطائرات تلف حوله.. وأنها نوع من الطائرات لم يره قبل ذلك.. وسأل: هل يقوم أحد هنا بتجارب على سلاح سرى.
فقالوا: لا..

قال: أرجو أن تتأكدوا من ذلك.. فهناك طائرة غريبة الشكل تطاردنى.. وتسبقنى.. وتعلو طائرتى وتعترضها.. ولا أعرف كيف أتصل بهذه الطائرة..

فقالوا له: ولكننا لا نرى على شاشة الرادار شيئا من ذلك..

قال: تأكدوا.. إننى أراها الآن..

قالوا: ليست لدينا أية معلومات..

قال: اسألوا

قالوا: سألنا.. لا توجد أية تجارب من أى نوع فى هذه المنطقة، هل تستطيع أن تصفها لنا..

قال: طيارة بلا محركات نفاثة.. وبلا أجنحة وبلا ذيل.. إنها أسطوانية.. وتستطيع أن تعلو وتهبط.. وتتوقف.. وتدور وتتشقلب بسرعة هائلة وبسهولة غريبة.. إنى أراها بوضوح شديد.. وأنا لا أستطيع أن أتحكم فى طائرتى.. فكل المؤشرات التى أمامى قد ارتبكت.. والمؤشرات كلها تتذبذب والطائرة أيضا..

قالوا: شىء غريب.. لا معلومات لدينا.. وبعد دقائق نزل رائد الفضاء الأمريكى ليروى القصة بالتفصيل لعدد من الخبراء.. وهم عاجزون عن تصديقه.. ولكنهم فى نفس الوقت يستبعدون أن يكون هذا من خياله.. وخصوصا بعد أن لاحظوا أن المؤشرات ما تزال تتحرك يمينا وشمالا رغم أن الطائرة قد استقرت على الأرض وأن جميع التوصيلات الكهربية والإلكترونية قد فصلت تماما.. بل إنهم لاحظوا وجود بقعة غريبة على جسم الطائرة من الخارج!

قلت للدكتور فاروق الباز: أنا أصدرت كتابين هما: الذين هبطوا من السماء.. ثم.. الذين عادوا إلى السماء.. والكتابان متكاملان ويرويان قصة واحدة، ذهابا إلى السماء وإيابا منها.. عن كائنات غريبة عنا، جاءت من كواكب أخرى إلى الأرض، وتركت آثارها المؤكدة، وعادت لأسباب لا نعرفها.. تماما كما جاءت لأسباب لا نعرفها.. وقال الناس: إننى مسرف فى الخيال..

ظواهر فى الفضاء

وكان رد فاروق الباز: ليس هذا خيالاً، وإنما العلماء حائرون أمام ظواهر كثيرة عجيبة، ولكن لا خلاف بينهم على شىء واحد: أن هناك حياة من نوع غريب عنا فى أماكن أخرى من الكون، وأن هذه الحياة لها أسلوب مختلف عنا، ولذلك فلها قواعد ونظريات لا نعرفها.. ونحن نحاول بكل الوسائل المختلفة أن نعرفها.. ومن أجل معرفتها رصدت أمريكا ألوف الملايين.. وما تزال فى أول طريق طويل عريض مجهول عرضه السماوات والأراضى أى لكل الكواكب التى تشبه الأرض، فهل استرحت إلى هذه الإجابة.

قلت: لم أسترح، وإلا ما ألفت كتابين وأستعد لكتاب ثالث.. وقد عدت من أمريكا وأوروبا ومعى عشرات من الكتب العجيبة عن مغامرات العقل وهو يحاول أن يفك عقد هذه الألغاز.. وهى متعة أن تقرأها وأن تحاول فهمها ثم أن تكتبها إلى الناس وتفتح شهية العقل على آخرها.. فالحياة مملة، والملل له علاج واحد: الفكر الجديد والخيال المنطلق والأمل فى مزيد من المتعة التى تنعش الفكر، وتجعل للدنيا طعما آخر.. وتنقلك إلى الغد أسرع مما تنقلك إليه الشمس وهى تتحرك بطيئة من الشروق إلى الغروب إلى الشروق..

ولم ينقذنى من هذه النشوة العقلية عندما أجلس مع فاروق الباز إلا ضحكته الطفولية المجلجلة التى تجعل وجهه يشرق وجسمه يهتز وعينيه تلمعان.. وكأنه يسخر من الذى نقول.. أو كأنه واحد من سكان الكواكب الأخرى قد هبط فجأة إلى مكتبى وراح يضحك على عبث الأطفال الذى نسميه سفن فضاء وعلى صغار اللاعبين الذين نسميهم علماء فضاء.. حتى لو كانوا: فاروق الباز!

تم نشر فى السنة الاولى - العدد الثلاثون - الأحد 22 مايو "آيار" - 4 جمادى الآخرة 1397

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2