أكاد أتصور أن تمد يدك إلى أعلى وتقطف من السماء نجمة، ولكننى لا يمكن أن أتصور أبدا أن جنديا إسرائيليا يمكن أن يقع فى الأسر.. أبدًا لا أتصور أن جنديا إسرائيليًا يمكن أن يرفع يديه إلى أعلى مستسلما!! للأديبة يائيل موسى ديان.
"أجمع المراسلون الحربيون الأجانب على صدق البيانات العسكرية المصرية العربية.. وبالتالى برز التساؤل حول العدد الحقيقى للأسرى، حيث إن ما تم تسليمهم كانوا أقل بكثير من العدد الذى أعلن عنه فى البيانات المتتالية".
تقول رواية موثوق بها إنه مع بدء القتال، توالت بلاغات الوحدات الصغرى من القوات المصرية عن سقوط أعداد كبيرة من الأسرى فى قبضتها، ورأت القيادة أن الحكمة تستوجب تجميع هؤلاء الأسرى فى الجانب الشرقى من القناة، بدلا من السماح لكل وحدة بإعادة أسراها إلى النقطة المواجهة لها على الضفة الغربية، إذ إن هؤلاء الأسرى سيعودون حتما، وطبقا لتقاليد الجيوش وقرارات المجتمع الدولى – إلى إسرائيل – كما أن تناثرهم على الضفة الغربية يتعارض مع أمن التحركات العسكرية وأيضا يفرض عبئا مضاعفا فى حراستهم.
وفى صباح ثانى أيام القتال، تم تجميع الأسرى بأعدادهم الكبيرة فى نقطة سهلية أمام المحور الأوسط، وأمر الجنود بالوقوف على هيئة طابور، بينما أمر الضباط بالوقوف بعيدا دون أن تقيد أيديهم، وصدرت الأوامر بحلاقة شعر بعض الجنود الذين كانت رؤوسهم متسخة ومشعثة وذلك خوفا من انتشار الأوبئة.
وفى الساعة السابعة والنصف وصل إلى المكان مصورو الجيش لالتقاط بعض الصور لهم، بينما انهمك الكتبة العسكريون فى تسجيل البيانات بحماس وفى نفس الوقت وصلت إلى المنطقة قافلة مكونة من سبع وعشرين عربة نقل انتظرت إلى جوار بعضها خلف تبة رملية.
وبينما كان أحد جنود الشرطة العسكرية يتحقق من شخصية ضابط إسرائيلى أسير اندس بين الجنود ليخفى رتبته الحقيقية، ظهرت الطائرات الإسرائيلية فى السماء.. وبسرعة خاطفة – لعلها كانت نتيجة الخوف من ظهور الصواريخ المصرية المضادة – ألقت هذه الطائرات بقنابلها المختلفة بهدف ضرب وتدمير طابور العربات.. لكنها لسوء حظ الأسرى وقعت فوقهم فسقط المئات قتلى، خاصة أن أغلبهم كانت أيديهم مقيدة خلف ظهورهم مما عوق حركتهم.. ولم يتمكن من النجاة سوى من كانوا بالقرب من العربات المصرية.
وقد تجلت سخرية القدر هنا مرتين.. أولاهما أن يموت معظم الأسرى بقنابل طائراتهم.. وثانيهما أن ينجو أولئك الذين كانوا بالقرب من العربات العسكرية المصرية التى كانت الهدف الأساسى للطائرات الإسرائيلية.
فى هجوم مضاد قام به اللواء الإسرائيلى المدرع (600) وكتيبة دابابات اللواء 460 ضد الفرقة (16) المشاة.. دمرت كتيبة المقاتل طنطاوى أربع دبابات وارتدت السريتان اللتان تصدى لهما بكتيبته، وقد شاهد طنطاوى ثلاثة جرحى إسرائيليين يشيرون إلى دبابة لهما منسحبة حتى تحملهم، لكنها لم تتوقف وتركتهم وهربت فى تجاه الشرق، وبالتالى وقع الجنود الثلاثة فى الأسر وكانت حالتهم خطيرة.
وفى الساعة الواحدة ظهرا من نفس اليوم (8/10/1973) قام الإسرائيليون بهجوم مضاد على كتيبة المقاتل (علم) ثلاث مرات، ونجحوا فى اختراق القطاع لكن الكتيبة المصرية حاصرت الدبابات المتقدمة ودمرتها بالأسلحة القصيرة والقنابل اليدوية المضادة للدروع، وقد أسرت فى هذه المعركة دبابتين رفع جنودهما الإسرائيليون أيديهم إلى أعلى وفيها أعلام بيضاء للاستسلام، عندما تم أسرهم اتضح أنهم لم يكونوا يرفعون أعلاما ولكنها خرائطهم الحربية، "التى جعلوا منها أعلاما للاستسلام"، وقد كانت هذه الخرائط غنيمة رائعة حيث كشفت جزءا من خطط العدو، أما الجنود فقد تم نقلهم على الفور إلى مركز تجميع الأسرى فى الخلف بالقرب من الضفة الشرقية للقناة.
الملازم الإسرائيلى "مفتال" كان واحدا من الأسرى الذين وقعوا فى أيدى القوات المصرية وقد حكى قصة سريته لقائد كتيبة مصرى سجل بنفسه ما قاله الملازم الإسرائيلى.. وأنقل الآن عن شريط التسجيل ما قاله (مفتال) حرفيا، "كنا نتقدم بدباباتنا متجهين بسرعة نحو الفردان وفجأة وقبل أن نصل بثلاثة كيلومترات.. رأيت بقعا تقفز من الحفر ومن وراء التلال كانوا رجالا يتحركون.. وبعضهم كان يحمل أشياء تشبه الصناديق السوداء.. أعرف فى البداية ماذا يعنى هذا"..
وأمرت بتوجيه الرشاش ضدهم.. رغم علمى بأن ذلك ليس أمرا واقعيا فقد كانوا يتواثبون فى خفة القطط، ويرتمون على الرمال ويختفون خلف تلة أو تبة..
ولكننا فعلنا ذلك.. وأطلقنا رشاشاتنا.. يا إلهى.. إن أحدا لم يقل لنا إننا سنحارب جنود مشاة – لأننى أدركت بعد ذلك ماذا يحمل هؤلاء الرجال معهم.. لقد شاهدت صاروخ (ساجر) ينطلق من ناحيتهم فى تجاه دبابة على يسارى.
وعندما صرخت يبدو أن أحدا لم يسمعنى لأن صوتى كان مبحوحا.. كنت أصرخ قائلا "نار.. نار"، ورأيت حديد الدبابة ينصهر، وتتفجر من داخلها بفعل الذخيرة الموجودة فيها.
وجهت مدفع دبابتى إلى الرجال الذين مازالوا يطلقون علينا صواريخهم انفجرت القذيفة.. اختفوا عن أعيننا فترة.. لكن مرة أخرى رأيت صاروخا جديدا فى تجاهى.
وشعرت بخبطة عنيفة.. لقد أصاب الصاروخ برج الدبابة، أصيب حامل اللاسلكى دمر اللاسلكى نفسه، واستطعت أن أصدر تعليمات، بالصراخ المبحوح وبالرفس فى جنودى.. ثم رأيت الدماء تسيل من ذراعى.. وبعد لحظات كنا جميعا خارج الدبابة وجرينا فى تجاه دبابة أخرى من دباباتنا لتحملنا لكنها لم تتوقف، ولاحقتنا طلقات رصاص من أسلحة خفيفة.
التفت خلفى والدماء تنزف منىذ، وجدت قائد السرية يزحف على ركبتيه والدماء تنزف من كتفه هو الآخر، لقد انفجرت دبابته أيضا، وعندما اقتربت منه قال لى، اعط هذه الدبلة لزوجتى "وخلعها من معصمه وبكيت من الحزن والقهر"..
ثم فوجئنا بالمصريين بيننا يجمعوننا من الأرض (جرحى وأصحاء) كما لو كانوا يجمعون ثمارا معطوبة سقطت من الأشجار.
ووضعونا فى منخفض بين تلين بينما انحنى أحدهم يضمد جراحى أنا وقائد السرية، وقيدوا غير المصابين من أيديهم، فقد كانوا مضطرين لتركنا لمواجهة أية دبابات جديدة من دباباتنا تظهر فى القطاع، واكتفوا من حين لآخر بواحد من جنودهم يأتى ليلقى نظرة عابرة علينا من قرب.
ولم تكن هناك وسيلة لنقلنا إلى حافة القناة.. فلم تكن هناك مركبة مصرية واحدة قد عبرت حتى تلك الساعة!!
ملحوظة: "لم أصدق حكاية هذا الطيار إلا عندما رواها لى ضابط المشاة المصرى الذى كان طرفا ثالثا فيها".. وقد بدأت (الحكاية) عندما انطلق هذا الطيار ضمن سرب من طائرات الفانتوم لمحاولة الإغارة على أحد الجسور المصرية وكانت شبكة الصواريخ قد أحدثت خسائر كبيرة فى الطيران الإسرائيلى فى اليومين السابقين وبمجرد دخول التشكيل المغير فى مدى هذه الصواريخ انطلقت نحوه فسقطت طائرتان وفرت بقية الطائرات مذعورة، وكان هذا الطيار هو الوحيد الذى استطاع الهبوط بمظلته.. وعندما اقترب منه الضابط المصرى ليسأله عن اسمه ورتبته والطائرة التى كان يقودها.. نظر الطيار الإسرائيلى حوله فى رعب بالغ.. وقال له "أنا شفت صاروخ.. أنا (مت)..".
والمثير أنه سكت بعد ذلك فجأة، فانحنى عليه الضابط المصرى ليقوده أمامه إلى مركز تجميع الأسر.. ولكنه اكتشف أنه مات بالفعل!!
.. وفى حديث مسجل.. يقول الأسيرة الإسرائيلى الجاويش زيفى، وكان واحدا من طاقم إحدى الدبابات التى وقعت فى كمين مجموعة من رجال الصاعقة المصريين.
"لقد أذهلنى – وأنا الذى اشتركت فى حرب 1967 – أن أرى الدبابات الإسرائيلية تتراجع إلى الوراء.. كانت هذه هى الحرب الأولى التى يحدث فيها شىء كهذا.. بل لقد بقيت بعض دباباتنا فى أرض العدو (يقصد الأرض التى استعادتها القوات المصرية) بقيت مدمرة ومصابة وفى داخلها قتلى وجرحى دون أن يكون بالإمكان إنقاذهم.. والذين قفزوا من داخل دباباتهم إما أدركهم رصاص المصريين أو كانوا أسعد حظا مثلى فتم أسرهم.
الساعة 1400 (الثانية ظهرا)
أرابط مع قواتى داخل المنطقة التى حددها لى الجنرال آدن شرق الفردان.
وصلت إلينا الآن – أوامر الجنرال (آدن) بالهجوم فى اتجاه الفردان تنفيذا لأوامر الجنرال جونين بشن الهجوم المضاد العام على جبهة سيناء.. كلفت الأولوية المدرعة الثلاثة التابعة للجنرال آدن بمهمة تطهير النطاق الواقع بين طريق حيتام العرضى (وهو الطريق العرضى رقم 2 الموازى للقناة والذى يبعد عنها بحوالى 30 كيلومترا) وضفة القناة وذلك فى حركة مروحية من الشمال الشرقى فى اتجاه الجنوب الغربى – وتحدد لنا أيضا – ضمن مهمتنا – محاولة إنقاذ من بقى حيا فى حصون بارليف التى انهارت تحت وطأة الهجوم المصرى.
انتشرت الألوية الثلاثة على الطريق العرضى بين بالوظة شمالا، والطاسة على الطريق الأوسط جنوبا لتنفيذ مهمة الهجوم والوصول إلى القنة فيما بين القنطرة والفردان، ثم احتلال المعابر الثلاثة التى أقامها المصريون فى شمال البلاح والفردان وجنوب الإسماعيلية، وكان نصيب لوائى هو قطاع الفردان حيث تحددت – مهمتى بالوصول إلى كوبرى الفردان والاستيلاء عليه (قد كنا نسميه "حزايون" إحياء لاسم الحصن المجاور له والذى فقدناه فى أول أيام الحرب).
الدنيا تنقلب رأسا على عقب:
فى الساعة 1430 بدأت ألويتنا الثلاثة فى التقدم، أعطيت أوامرى بأن تنطلق دبابات ومصفحات لوائى بأقصى سرعة، لإثارة سحب من الغبار تحجب عن العدو حجم قواتى، ولإحداث الارتباك فى صفوفهم – فأنا أعلم جيدا طبيعة هؤلاء – المصريين وضعف تماسكهم وانهيارهم السريع.
ظل تقدم اللواء على مساحة عرضها ثلاثة كيلومترات، وبنفس السرعة العالية وفقا لتقارير عناصر الاستطلاع.. ستكون الفرقة المصرية المواجهة لى والمكونة من المشاة صيدا سهلا لدباباتى.. المنطلقة بعنف.. والتى توجه الآن كميات هائلةمن النيران تغطى بها المنطقة كلها.
اخترقنا النطاق المحدد.. ولا توجد مقاومة تذكر للعدو..
فتحت الاتصال اللاسلكى بالجنرال آدن، بادرنى بالسؤال – فى قلق – عن موقف لوائى، قلت له ضاحكا "أن كل شىء على ما يرام ودباباتى تدوس الجنود المصريين الذين أربكهم الهجوم ولم تظهر حتى الآن محاولة لصدنا".
لم أكد أنتهى من اتصالى بآدن.. حتى أبلغتنى الدبابات الثلاث الأولى بوصولها إلى مقربة من ضفة القناة.
فى نفس هذه اللحظة.. حدث مالم يكن فى الحسبان إطلاقا، لقد انقلبت الدنيا رأسا على عقب، إن المصريين قد أوقعونا فى كمين محكم.. كيف ضبطوا أعصابهم ونيرانهم طوال هذا الوقت؟
لا أدرى!! لقد انصبت مدافعهم علينا بنيران مذهلة الكثافة والدقة فى التحكيم كما لو كان ضابط مدفعية مصرى يقف فوق دبابتى لضبط وتوجيه نيران مدافعهم وقفز الجنود المشاة من حفرهم التى اختبأوا فيها واندفعوا نحو دباباتنا بصواريخهم القاتلة.
الدبابات تنفجر.. والجنود والضباط يقفزون منها.. يصرخون.. ويبحثون عن مكان يهربون فيه.. رشاشات المصريين تسكت هذه الصرخات..
اكتملت حلقة الكمين باشتباك عدد من دباباتهم فى ضرب إحدى كتائب اللواء التى لم تكن قد تعرضت لمثل الضرب العنيف الذى تعرضت له الكتيبتان الأخريان وكانت الدبابات المصرية تحارب بكفاءة عالية وكان قتالها متفوقا وباسلا.
أعصابى خانتنى تماما.
لم يف الجنرال آدن بوعده لى بأن يرسل لنا طائرات سلاحنا الجوى، حتى المدفعية الثقيلة التى كلفت بمعاونتنا لا صوت لها!! هل وصل إليها المصريون هى الأخرى؟! لا أدرى شيئا وقد فقدت الاتصال ببقية وحداتى المدرعة.
معظم دباباتنا تنفجر أمامى.
حاولت الارتداد إلى الخلف بأقصى سرعة..
سقطت دبابتى والثلاث دبابات الأخرى فى كمين آخر وجه قذائفه لتخترق دباباتنا الأربع.
قفزت من الدبابة.. وأسرعت إلى الاختفاء خلف تل صغير من الرمال ومعى أربعة جنود..
فوجئنا بعربتين مصفحتين مصريتين.. تمشطان المنطقة بحثا عنا..
حاول بعض جنودى الذين اختفوا خلف مرتفع آخر.. الفرار.. وأطلقوا نيرانهم على الجنود المصريين الذين كانوا يقفون مكشوفين فوق العربتين.. وأعتقد أن أحدهم أصيب.. ولعله قتل.
اندفع الجنود المصريون خارج المصفحتين، وانطلقوا نحو هذه المجموعة – من جنودى وهجموا عليهم فى شراسة بالغة.. وسكتت بعد دقائق مقاومتهم تماما، ماتوا بالطبع..
اتجه المصريون بعد ذلك ناحيتنا – لا نفر من الاستسلام.
رفعت يدى إلى أعلى وأخذت أصيح فى وجوههم وأنا أرى الموت يتقدم نحوى "إننى جنرال.. أنا جنرال.. لا تقتلونى.. أريد مقابلة قائدكم".
فوجئت بهم يتوقفون عن الضرب.. جندى واحد فقط اضطر قائده إلى أن يأمره بصوت حاد بعدم إطلاق النار.
سرت بينهم مقيدا.
لا أستطيع أن أقاوم البكاء.. هذا هو أشد الأيام كآبة وأكثرها إحباطا على الجبهة المصرية.
نظراتهم صارمة حادة لكنهم لم يفعلوا شيئا.. كنت أتوقع أنهم سوف يقتلوننى ومن معى.. فى أى لحظة.
قادونى إلى مقر قيادة الفرقة التى كنت مكلفا باختراقها، هالنى هدوء وبرود قائدها قلت له إننى أملك فى الحياة المدنية فندقا فى تل أبيب، وشرحت له كيف كانت خطته محكمة وكيف أن الجنود المصريين يقفزون على دباباتنا دون أن يبالوا بأى شىء حتى لو كان الموت، تحدث هو إلىّ بصوته الهادئ، أكد لى أنهم يحترمون قرارات جنيف وأننى سأعامل فى الأسر معاملة طيبة، وألمح هو إلى بعض ما جرى للمصريين فى حرب 1967، وقال: "مع ذلك لن نعاملكم بالمثل.. وستلقون معاملة إنسانية"..
قادونى بعد ذلك إلى القاهرة.. وتم استجوابى من جديد، وكانت الأسئلة تتناول أمورا كثيرة فلم تقتصر على النواحى العسكرية وإنما امتدت إلى الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وبعض الشخصيات العامة.. أعتقد أنه كان من بين المستجوبين أستاذ علم نفس بالجامعة على الأقل.
وفى نفس اليوم أخذونى إلى مكان يبدو أنه مبنى التليفزيون، وعندما رفعوا العصابة عن عينى ليبدأ المذيع حواره معى.. لم أستطع أن أفتحهما فى البداية لشدة أضواء الكشافات فى الاستديو، بعد ذلك ألقيت نظرة على بعض الوجوه المحيطة بى، كانوا ينظرون إلىّ بفخر وحب استطلاع، وكان شاب صغير من بينهم يدخن فى عصبية ويرمقنى بنظرات حادة ثم يتحدث إلى من معه.
بعد انتهاء التسجيل معى للتليفزيون والتسجيل لإذاعة القاهرة الناطقة بالعبرية.. قادونى إلى مقر الأسر، وقد نظموا لى طوال فترة وجودى فيه عدة رحلات إلى الأهرام وفندق هيلتون كما التقيت ببعض اليهود الذين لا زالوا يعيشون فى مصر، وذلك بناء على طلبى.
تم النشر فى السنة الأولى – العدد الأول – الأحد 31 أكتوبر «تشرين أول» 1976 – 8 ذو القعدة 1396