كشف الرئيس أنور السادات أسرارًا مهمة فى حديثه للتليفزيون المصرى بمناسبة العيد الرابع لانتصارات أكتوبر.. وكان من أهم ما أذاعه الرئيس من هذه الأسرار:
إن إسرائيل تحاول الآن تعبئة الرأى العام داخلها، لاحتمالات سوف تقدم عليها، وأنها تسعى إلى زيادة مخزونها من المواد الغذائية لمواجهة هذه الاحتمالات، وأعلن الرئيس أن علينا أن نكون على مستوى من الحذر والمسئولية لمواجهة هذه الاحتمالات..
وقال الرئيس إن قواتنا المسلحة تستوعب الآن أرقى فنون التكنولوجيا العسكرية وأن قادتها على بينة كاملة بعقيدة إسرائيل القتالية، وأن لدينا الآن خبرة أول حرب إلكترونية خضناها بنجاح أذهل الجميع فى 6 أكتوبر وقد استخدمت فيها التكنولوجيا الحديثة والصواريخ، كما أن لدينا المقاتل المصرى بشجاعته وكفاءته العظيمة فى القتال.
وأعلن الرئيس أن قرار الحرب قد تم اتخاذه فى فبراير عام 71 فى نفس اليوم الذى تم فيه إعلان مبادرة افتتاح القناة.
وقال الرئيس إن كبير الخبراء السوفييت كان رأيه بالرغم من أنه كان يعرف أننا قد استوعبنا كل السلاح الذى أرسلوه، أن عبور القناة واقتحام خط بارليف معجزة تحتاج للقنبلة الذرية، وعندما وقعت الحرب فوجئ السوفييت بنتائجها، وكانوا قد صوروها بالقمر الصناعى.. وقال إنه طلب منهم نسخة من الفيلم ولكنهم رفضوا أن يعطوها إليه..
وقال الرئيس.. إن الاتحاد السوفيتي قدم لنا دون أن يدرى ما أفادنا فى خطط خداعنا الاستراتيجية للعدو، عندما سرب إلى عدد من الدول الغربية تقريرًا يقول فيه إن الصواريخ والمعدات الإلكترونية فى مصر قد أصبحت غير صالحة للعمل بعد خروج الخبراء السوفييت من مصر، وتلقفت إسرائيل هذا التقرير لتستخدمه فى الحرب النفسية ضدنا.
وشرح الرئيس السادات كيف خدع إسرائيل مرتين.. الأولى فى مايو 1973، والثانية فى أغسطس 1973، عندما قال.. إنه قد اجتمع فى أبريل 73 مع الرئيس السورى حافظ الأسد، وكان الفريق الجمسى قد أعد كراسة بخط يده محافظة على السرية، وفيها 3 مجاميع للتواريخ الصالحة للهجوم على مدار السنة.. الأولى فى مايو، والثانية فى أغسطس، والثالثة فى سبتمبر وأكتوبر، وكانت مجموعة مايو تبدأ من 23 مايو، وكذلك مجموعة أغسطس حدد لها اليوم المناسب، أما مجموعة سبتمبر وأكتوبر، فكان أفضل يوم فيها هو يوم 6 أكتوبر بالذات.. وقال الرئيس: إنه بدأ فى يوم 23 مايو عملية تسخين للموقف فى الصحف والمجلات بالآيات القرآنية والدعوة للجهاد، وبالمناورات على الجبهة، وعرفت إسرائيل فنظرت للموقف باهتمام بالغ.. لأنها تعرف أنه من الممكن عسكريا وعلميا أن تبادر مصر بالهجوم فى يوم 23 مايو، وكان أن أعلنت إسرائيل التعبئة العامة التى كلفتها حوالى عشرة ملايين دولار.. وقال الرئيس إنه قام فى شهر أغسطس بعملية تسخين مرة أخرى بآيات قرآنية فى الصحف، وصرفت إسرائيل 10 ملايين دولار أخرى فى تغطية نفقات التعبئة العامة، ولم تحدث المعركة والثابت أن إسرائيل قد أحست فى أكتوبر أن هجوما قد يحدث وقد علق ديان بنفسه على ذلك قائلا: إننا فى كل مرة نصرف 10 ملايين دولار ولا تقوم عركة.. ولذلك لا يجب إعلان التعبئة العامة لأنه لن تكون هناك حرب.. ولكنها كانت الحرب الحقيقية.. ووقعت إسرائيل فى الشرك.
كما أعلن أن حسنى مبارك نائب رئيس الجمهورية والذى كان يتولى قيادة الطيران فى حرب أكتوبر استطاع أن يمنع إسرائيل من العربدة فوق سماء مصر خلال الحرب، كما استطاع أيضا أن ينفذ بدقة التوقيت للضربة الجوية المصرية الأولى عندما عبرت القناة فى مواجهة واحدة 220 طائرة مصرية خرجت من 30 قاعدة جوية مختلفة، لتغير فى وقت واحد على المواقع الإسرائيلية مما أصاب العقل الإسرائيلى بالشلل الكامل وأفقده القدرة على التصرف.
وقال الرئيس إن عبد الناصر حذر فى اجتماع عسكرى ضم كل القيادات فى يوم 2 يونيو من هجوم عسكرى إسرائيلى سوف يقع يوم 5 يونيو، يستهدف ضرب الطيران المصرى فى مرابضه بالمطارات، وأن قائد السلاح الجوى فى تلك الأيام قد أكد يومها أننا جاهزون وأن الخسائر لن تزيد على 10%.. وأن عبد الناصر طلب أيضا تعزيز مداخل سيناء الشمالية بقوات مدرعة ميكانيكية، لكنهم غيروا خطط المعارك قبل يومين من بدء المعركة.
ومما قاله أيضا: أن جونسون قد خدع مصر لأنه كان يعتبر أن ما بينه وبين عبد الناصر معركة تحد.. ففى الوقت الذى اتفق فيه مع عبد الناصر على أن يتوجه أحد نواب رئيس الجمهورية إلى أمريكا فى يوم
7 يونيو، بعث جونسون إلى إسرائيل يستحثها على القتال.. ويتساءل لماذا هم منتظرون؟! ويطالبهم فى نفس الوقت بضرورة الانتهاء من المعركة قبل أن يصل نائب رئيس الجمهورية المصرى إليه فى واشنطن!