عندما نجد طبيبًا أو مهندسًا أو شابًا من عائلة منضمًا للجماعات الإرهابية فلا يمكن أن يكون السبب هو الجهل والفقر.. إذن لماذا ينضم الشباب إلى الجماعات المتطرفة؟.. لماذا يترك ضابط مثل هشام عشماوى عمله فى القوات المسلحة وينضم لصفوف الإرهابيين ويشارك فى اغتيال أبرياء.. كيف تستقطب الجماعات الشباب من مختلف الطبقات؟
هذا السؤال يجيب عنه الأستاذ أنيس منصور فى مقاله (كانت عندي تجربة: تكفير التكفير ليس علاجًا)، حيث يحكى تجربته الشخصية فى محاولة استقطابه من قبل الجماعات المتطرفة من كل الأديان ويقول الأسباب التى مازالت منطقية إلى يومنا هذا، إلا أن الأمر يحتاج إلى مزيد من الدراسات الاجتماعية والنفسية للوقوف على الأسباب، التى تجعل الشباب ينضم لهذه الجماعات الإرهابية لمحاولة علاجها.
عندى تجربة ولكنها لا تكتمل.. فقد كنت أسكن فى إمبابة، وكانت لى مشاكل كثيرة، كأي طالب متوسط الحال جاء من المنصورة، متفوقا فى الفلسفة وأول التوجيهية فى ذلك العام، ومن أولى مشاكلى أننى لا أجد مكانا معينا أذاكر فيه دروسى.. ولا أجد أحدا أعرفه، أجلس معه ونفكر معا فى هذه الهموم الثقيلة على نفوسنا، وفى صعوبة المواصلات – أى فى صعوبة أن ندفع ثمن تذكرة الترام فى ذلك الوقت من 25 عاما..
ووجدتنى أتجه إلى جمعية الإخوان المسلمين، ووجدتهم يختاروننى أمينا للمكتبة ولم يكن هناك خلاف على شىء: فنحن جميعا مسلمون نصلى ونصوم أحيانا نذهب فى الشجاعة والقدرة على مواجهة الناس إلى الخطب فى المساجد وإلى نظم القصائد فى الهجرة النبوية وفى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم.
وفى ذلك الوقت، ولا أعرف لماذا، جاءنى واحد من الإخوان المسلمين يعمل فى محل شيكوريل، وتوسم الخير فى عقلى ودعانى إلى زيارة صديق له فى شارع محمد على، وهناك تركنى وحدى فى بيت واحد يهودى اسمه ليفى.. البيت صغير نظيف، ورأيت على المائدة سلة كبيرة من الفاكهة، أدهشتنى: حباتها كبيرة لامعة، لم أنسها طول حياتى، وكانت هذه هى أول مرة أرى فيها الفاكهة مصنوعة من الجبس، وجاءنى مسيو ليفى وقال ما معناه إنه سمع عنى كثيرا، وأنه يجب أن نكون أصدقاء وأن نقرأ معا بعض الكتب، وقدم لى مجموعة كبيرة من كتب صغيرة عنوانها " دراسات ثيوصوفية" أى دراسات فى الحكمة الإلهية.. ثم قدم لى مجموعة من كتب أكبر حجما عنوانها دراسات " فيوأنثروبية" – أى دراسات فى المحبة الإنسانية.
وفى ذلك الوقت كنت أتردد على الدير الدومنيكى فى العباسية، أدرس الفلسفة المسيحية والصوفية المسيحية، وفى ذلك الدير عرفت باحثا مجتهدا اسمه الأب قنواتى، وهو أحد الذين اشتركوا فى تأسيس جمعية " إخوان الصفاء"، و" خلان الوفاء" وكان من بينهم أستاذ لى فى الفلسفة الإسلامية هو المرحوم الأستاذ محمود الخضيرى.. ولا أزال صديقا للأب قنواتى، ومن أشد الناس إعجابا به وحبا له..
وقرأت هذه الكتب وغيرها وظللت أتردد على جمعية الإخوان المسلمين، ولم أذهب فى التفكير إلى أبعد من القراءة وتجميع المعرفة، والتأمل أحيانا، ولا أدعى أنه كان فى إمكانى فى ذلك الوقت وفى تلك السن، أن أنظر إلى الدنيا من بعيد.. أتفرج عليها وأتأملها، واختار لى طريقا أو أسلوبا فى الحياة، فذلك شىء صعب، ولا يتحقق لأى إنسان وسط هذا الزحام من المشاكل والمتاعب والهموم وحزنى على أبى الذى كان مريضا وعلى أمى أيضا، وعجزى عن أن أضبط أعصابى، فقد خلقنى الله إنسانا شديد الحساسية وعميق الضعف أمام عذاب والديه، وكل ما أتذكره الآن – أننى لم أكن ساخطا على أحد، ولا حاقدا على الذين لهم نصيب فى هذه الدنيا أكثر من نصيبى، وسبب ذلك أن مطالبى محدودة، وهى أن أكون تلميذا متفوقا، وإن كنت لم أعرف فى ذلك الوقت: ما الذى بعد ذلك، أى ما القيمة العلمية لهذا التفوق؟ ولا ما الذى يمكن أن يحدث لو مات أبى فجأة ولم أكن موظفا، ولا حتى ما الوظيفة التى أصلح لها؟، وإن كنت قد توهمت، أن الإنسان يجب أن يعيش قارئا، ولم يخطر على بالى كيف يمكن ذلك؟.. أى لم أفكر أين أقرأ وأين آكل وأشرب وبأى شىء أشترى هذه الكتب؟، وكيف أستغنى بالقراءة عن الناس؟
ولذلك لم أندهش عندما قررت جماعة الإخوان المسلمين فصلى من عضوية الجمعية، أما السبب فهو أننى قد أرهقت ميزانيتها: لأننى أمضى الليل كله مع زملائى نقرأ فى ضوء المصابيح الكهربية – وهذا عبء مادى ليس له مقابل.. أى أننا لا نفعل شيئا من أجل الجمعية يساوى هذه التضحية، فنحن لا نتولى الدعوة أو نشر الفكر، وإنما نستفيد من المكان ومن النور ومن الماء.. وأحيانا يجدوننا قد تساقطنا من الأعباء فنمنا على المقاعد!
ولم يعد الرجل اليهودى يسأل عنى، فقد أخذت الكتب وقرأتها كأن هذا هو المطلوب، ولم أعد أتصل به ولا هو.. فالهدف المطلوب من القراءة لم يتحقق!!
ولكن زملاء وأصدقاء كثيرين مضوا فى الطريق حتى نهايته، فكانوا إخوانا متعصبين، وكانوا ماسونيين وكانوا شيوعيين..
أى أنهم لم يكتفوا بالاطلاع والمعرفة، وإنما ذهبوا إلى الاقتناع.. واتجهوا إلى التطبيق، وتآمروا واتفقوا على الصمت وانتظار الفرصة المناسبة لعمل شىء..
ولكن فى إحدى المحاضرات فى جمعية الشبان المسيحيين جاءنى من يقول لى: أنت تعرف لغات كثيرة، فما رأيك لو درست لغة الاسبرانتو؟
ولم أمانع، وأعطانى كتابا، ووجدت أنها لغة سهلة وأنها قريبة من اللاتينية أو أنها تأخذ من كل لغة عددًا من الكلمات، ثم إنهم اهتدوا إلى قواعد سهلة جدا فى تعريف الأفعال والأسماء – ولكن عيبها أنها لغة بلا تاريخ – أى أن أحدا لم يكتب بها، وأنها فى نفس الوقت لن يكون لها مستقبل.. ولكنها مثل بقية الدعوات الخيالية: تدعو لتوحيد اللسان، أو توحيد الأديان، أو توحيد الأوطان.
واستهوتنى هذه القضية بعض الوقت، والتقيت بأناس كثيرين، ولكن لم تكن الاسبرانتو – ومعناها الأمل – مجرد أن يلتقى أناسا ليتعلموا لغة، ويكونوا طليعة لتوحيد كل اللغات، وإنما كانت هناك أهداف دينية وسياسية.. ووجدت أن إضاعة الوقت، نوع من الترف لا أقدر عليه.
فقد كنت تلميذا نموذجيا.. منقطعا للدراسة، وكنت ابنا نموذجيا متفرغا للحزن والبكاء على والديه، وبين التفرغ للأسى وللدراسة قضيت حياة نظرية انطوائية محدودة هائلة.
وأحسست أن كل هذه المحاولات لاجتذابى أو تجنيدى: تشبه سلة الفواكه على مائدة ذلك اليهودى: ثمار ضخمة لامعة ولكنها من الجبس.. بلا حياة ولا طعم.. وأن الذين يجدون فيها الحياة، ويجدون لها طعما، هم أناس وثنيون، يعبدون الأصنام الدينية والفكرية ويعربدون فى آمال وهمية.
ولذلك تجبرتى كعضو فى جمعيات غامضة، لم تكتمل.. ولكن أناسا كثيرين قد اكتملت عندهم هذه التجربة، فانتقلوا من النظرية إلى التطبيق العنيف..
وأمامنا ويشغلنا الآن، لا فى مصر وحدها، ولكن فى العالم العربى، هذه الجماعات من الصبية والشبان الذين ينادون بتكفير المجتمع الإسلامى كله، وبضرورة تركه والابتعاد عنه إلى أماكن نائية.. أى إلى خلق " مدن مثالية" أو مدن فاضلة إلى " مكان ما".
والمدينة الفاضلة هى التى يسمونها فى اللغة اليونانية " بوطوبيا" أى " مكان ما".
وقد حاول فلاسفة كبار أن يصوروا أحلامهم فى هذه المدن الفاضلة، وحاول آخرون أن يحققوها بالحكمة أو بالعنف.
ولا وجه للشبه بين الذى حاوله الفلاسفة العظام المصلحون الكبار، ورجال السياسة والاقتصاد، وما نقرأ عنه هذه الأيام، وإن كانت هناك جماعات صغيرة مماثلة فى أوروبا وأمريكا قد أقامت لنفسها الخيام فى الحقول، وسكنت الكهوف، وتعلقت من الأشجار، لنفس السبب وهو: أن المجتمع الكبير جدا لا يعجبهم، ولأنهم صغار جدا، فقد انعزلوا وانطووا، ماداموا عاجزين عن طرد المجتمع كله وإلقائه فى البحر!
الذى يهمنى كصاحب تجربة هو: ما الذى يدفع الشاب أو الصبى إلى أن ينضم لمثل هذه الجماعة؟ ما الذى وجد فيها، أو ما الذى وجدوه فيه؟
هذه هى القضية، وإن لم يكن موعد دراستها التأمل فيها قد حان بعد، فلا تزال القضية ساخنة، ولا تزال الأعصاب مشدودة، ولا تزال لها جذور وبقايا وفلول.
وسوف يكون الحكم سريعا، لأن هذه الجماعات قد اختارت العنف والاعتداء وإراقة الدماء وإقلاق الناس.
لابد أن يستخدم المجتمع أقوى أساليبه، وحقه الشرعى فى الدفاع عن نفسه.. وسوف يلقى الموت من حكم على الآخرين بالموت.. وسوف يدخل السجن من ألقى بالناس فى سجون الخوف والشك وهذا عدل، أو هو العدل!
وتبقى المشكلة كما هى: تحتاج إلى فهم وإلى دراسة.
وفى الأسبوع الماضى كتبت فى هذا المكان أقول إن تكفير التكفير ليس علاجا.. أى إذا نحن استنكرنا هذه الجماعة، وأغرقناها شتما وسبا فليس هذا دواء.. تماما كما نقول: يسقط الزكام.. اللعنة على البلهارسيا.. فليس هذا هو الدواء!
وحذرت فى الأسبوع الماضى أيضا من أن العلاج ليس هو فقط إلقاء القبض على هؤلاء الصبية – لأن المشكلة ليست مشكلة أمن وخروج على الأمن فى الدرجة الأولى، إننا قد نصفق لرجال الأمن، ونشكرهم على ما أدوا من واجب، ولكن ليس هذا هو العلاج: وإما ما حدث هو أننا عرفنا الميكروب وحدوده ونوعيته، وعزل الناس المرضى عن بقية الناس ولكى يجىء بعد ذلك العلاج.
وهذه الجماعات لا تختلف فى طبيعتها عن كل الجمعيات الساخطة أو الغاضبة فى كل المجتمعات الإنسانية، اليوم وأمس وغدا، لا تختلف إلا فى الاسم وفى أسلوب العمل..
* فهى أولا: سرية، أى أن أفرادها يلتقون سرا وتكون لهم أسماء تنكرية، وتكون لهم لغة خاصة، وأماكن خاصة، حماية لأنفسهم من الآخرين الأكبر قوة والأكثر عددا.
* وهى ثانيا: تآمرية، أى أنهم يجتمعون سرا لكى يستعدوا للهجوم على الآخرين ولكى تكون هذه الجمعيات قوية يجب أن تتماسك ويجب أن تعرف بالضبط طريقها، وكيف يمكن أن تعتدى على الآخرين وأن تختفى عن العيون؛ لتستعد من جديد.
ولكن أساس قيام هذه الجمعيات أن عددًا من الناس ساخطون، وهذا السخط لأسباب كثيرة.
فلا يوجد أحد فى الدنيا إلا وهو ساخط على شىء، فالذى يقف ينتظر الأتوبيس ساعة ولا يجىء يلعن المواصلات ويلعن الحرب التى أكلت أموالنا، والواقفون فى محطات الأتوبيس ليسوا فى حاجة إلى مذهب دينى أو فلسفى لكى يلعنوا الأتوبيسات..
ولا أنا ولا أنت فى حاجة إلى نظرية اقتصادية أو دينية لكى ألقى بالتليفون على الأرض، إذا لم أجد به حرارة..
ولا أنا ولا أنت ولا هو ولا هى فى حاجة إلى نوع من النظرية لكى أقول: آه.. إذا وخزتنى بدبوس..
فهناك سخط بين الناس، لأسباب مختلفة، ولكن هناك أيضا أناسا يتربصون بالمجتمع.. وهؤلاء الناس على قدر من البراعة فى جذب الآخرين وتجنيدهم والتسلط عليهم، وفى ذلك تلتقى كل الرغبات والآمال من أجل عمل شىء ضد الأغلبية.
وهذه الصفحة لا تتسع لأسماء الجمعيات السرية الإرهابية فى كل الدنيا التى تلتقى سرا وتتفق سرا وتحاول الانتقام أو النسف أو التخريب.. فهناك جمعيات: الماسونية.. وجمعية شهود يهوه.. والبهائية.. وجمعية " حراس المدينة" اليهودية.. وغير ذلك كثير جدًا، وهى جميعا لا تختلف فى شىء.
ومن السهل على هذه الجمعيات الساخطة على أى مجتمع، أن تقع ضحية، أو باختيارها، لقوى أجنبية لها مصلحة أيضا ضد هذا المجتمع.. ضد مصر، أو ضد أى بلد عربى آخر.. وتسقط هذه الجماعة، كما أسقطت أفرادها، فى قبضة دولة أخرى تساندها بالتجربة وبالمذهب وبالذهب أيضا، وتلتقى كل المصالح الجماية والفردية والدولية على محاربة مصر، أو أية دولة عربية أخرى.
فما الموقف الآن – أى ما موقفنا الآن من كل الذى حدث فى مصر؟
لا علم لنا، ككل ملايين القراء إلا ما تنشره الصحف وتردده الإذاعة ويعرضه التليفزيون، فما حصيلة هذا كله؟
إننا أمام خليط غريب من الناس: مجموعة من الصبية أو من النسيان.. أو أمام مجموعة من الأميين أو طلبة الجامعات وطالبات الجامعات المنتظمين فى الدراسة أو الهاربين من الدراسة أو الفاشلين.. أو أمام عدد من الموظفين وعدد من المتعطلين..
ثم إن الصحف قد شوشت الصورة أمام القراء فهم لا يعرفون: أى نوع من الناس هؤلاء جميعا!
وفى نفس الوقت خلعت عليهم كل أجهزة الإعلام ألقاب: الزعيم ونائب الزعيم والرسول والفيلسوف..
والاضطراب الذى يدير رأى القارئ سببه: أن الصحف تصفهم بضآلة العدد ثم تنشر أنهم بالألوف.. وتصفهم بالأمية ثم تنشر صورا لطلبة جامعات.. وتصفهم بالفلاسفة ثم تقول إنهم أنصاف متعلمين.. وأغرب من ذلك أنها تتهمهم جميعا بالكفر وفى نفس الوقت تقول إنهم لا يؤمنون إلا بالقرآن والسُنّة؟!
وفى هذا المكان من الأسبوع الماضى حذرت من المبالغة فى التهويل والتهوين، لأن هذا خطأ فى التشخيص، وإذا كان التشخيص خطأ فالعلاج كذلك..
وهذه غلطة فظيعة تقع فيها كل الصحف بحسن نية، وهى غلطة، لأننا نبالغ جدا فى خطورة هؤلاء الناس، وفى نفس الوقت نبالغ فى تفاهتهم..
وعندما نبالغ فى خطورتهم فإننا نصنع شيئا يخيفنا أكثر، فنحن إذن الذين نصنع الخوف ثم نشكو منه..
ونحن عندما نبالغ فى تفاهة هؤلاء الناس، ننسى أننا نسخر من أنفسنا أيضا إذ كيف يكون هؤلاء الناس تافهين، وقادرين على ارتكاب هذه الجرائم، وقادرين على تجنيد هذه الألوف سرا ودون علم من كل أجزة الأمن؟..
ثم كيف تكون مخاوفنا الفظيعة تافهة المصدر إلى هذه الدرجة؟.
أليس معنى ذلك أننا فى النهاية أكثر تفاهة منهم – مع أننا لا نقصد ذلك!
ومعنى ذلك أننا لا نعرف ما الذى نقصد؟ فيا حيرة القارئ الذى يعتمد على الصحف كمصدر للمعلومات – كمصدر وحيد للعلم والمعرفة والأمن والأمان؟!
وما حدث قد حدث..
والدماء التى جفت لن تسيل..
والذى مات لن نعيد له الحياة..
يجب أن نتأنى فى نشر كل الأشياء..
وأن نجد أقلامنا وحناجرنا ومشارطنا وعدساتنا لشرح هذا الذى حدث..
يجب أن نفهم ما الذى دفعهم إلى ما عملوا..
يجب أن ننقذ ملايين الشباب والصبية الأصحاء، حتى لا يستهويهم هذا الشذوذ أو هذا الانحراف..
إن وقت الجد قد حان..
إن تجربتى لم تكتمل فى بداية حياتى كطالب جامعى لأننى لم أكن ساخطا على أحد أو على شىء.. وأهم من ذلك أننى لم أكن أريد شيئا أكبر مما ينبغى أو أكثر مما أستحق.. وأننى لم أعط رأسى لأحد.. ولا مددت ذراعى لسلاح.. ولا أعطيت غيرى فرصة أن يجندنى فأشترك فى التآمر على الآخرين لأسباب شاذة.. إن ملايين الشبان كانوا مثلى، ولا يزالون..
ولكن الأقلية الخطرة ليست كذلك، وواجبنا أن نعرف لماذا وكيف ومتى؟.. وحتى لا نعود إلى الدم والنار، صحيح إنهم لم يقتلوا إلا واحدا.. ولكن واحدا ليس قليلا.. لأن هذا الواحد لم يكن إلا البداية!
تم النشر فى السنة الأولى – العدد الثامن والثلاثون – 17 يوليو (تموز) 1977 – 30 رجب 1397.